


عدد المقالات 78
لا فائدة من كتاب لا يجعلني جزءاً من الكون، ولا فائدة من قراءة أبدأها وأنتهي كما أنا، آدم كان يعتقد ذلك، آدم نتاج بيئات مختلفة عن بعضها، أب كويتي وأم فرنسية، أخلاقه نتاج جيناته، أو هكذا كان يتساءل، آدم قارئ، صحافي، يهوى كتابة الرسائل التي تعبّر عن ما يدور في قلبه، في هذه الرواية «آدم ينحت وجه العالم» للروائي الكويتي أحمد الزمام، ينتقل بنا المؤلف بين الماضي والحاضر، الشرق والغرب، الحاضرة والبادية، ونحن نتبعه ونسير خلفه نجمع خيوطاً ننسج منها توقعاتنا وحيرتنا الخاصة بنا، فلآدم حيرة ولنا حيرة. حيرة آدم كانت نتيجة طبيعية لقارئ محب للعلم والمعرفة، وكانت تلك الكتب مفتاحه للعالم، جعلته يندمج مع كل الكون، حتى أصبح جزءاً منه، حيرته جعلته في موقع الباحث عن الإجابة دائماً، بل هو يتلقى الإجابة فيحولها إلى سؤال، يحاول آدم في بحثه أن يجيب على أمور تحيّره، فهو يحاول أن يفهم. يحاول أن يعرف هل الأساس في الإنسان النفس المريضة ولكنه يظهر العكس لخوفه من القوانين؟ هل فكرتم في هذا الموضوع؟ وهل تساءلتم عن معيار الإنسان تجاه الأخلاق هل هو ثابت؟ أم هناك أمور خارجية تؤثر؟ هل تحتاج لشيء يحدث في العالم لكي تشعر بوجودك؟ وهل هذا الأمر الذي تحتاجه شر أم خير؟ هل أخلاقك مكتسبة؟ أم نابعة من الوجدان؟ هل سلوكياتك وتوجهاتك منبعها جيناتك؟ هل نحن نتاج جينات أسلافنا؟ أم نحن نتاج خبراتنا وتجاربنا في الحياة؟ صدر آدم مزدحم بالأفكار والحيرة، تلك الحيرة المتعبة، والملحة، وفي الوقت نفسه الضرورية للحياة واستمرارها. هل كانت لديك تساؤلات آدم نفسها؟ أم هل لديك حيرتك الخاصة بك؟ وهل لديك رحلتك الخاصة في هذه الحياة؟ فنحن -كما تعلم- لم نوجد في الحياة لممارسة الأمور المادية، وتعميرنا هذا الكون لا يكون بالماديات، فكل تلك الحيرة تبني، نعم تبني وجداناً، فكراً، وقلباً، اصنع حيرتك، وشقّ طريقك، إذا لم تشعل فتيل الأسئلة بعد، فآدم أول من أشعلها، ويمكن أن يساعدك في المهمة. أخيراً: لماذا يحاول آدم أن يفهم؟ وإذا لم يفهم هل سيبقى هو نفسه آدم كاتب الرسائل؟ وأين يريد أن يصل بكل تلك الأجوبة؟!
يومياً نسمع كلمة اشتقنا، عشرات المرات؛ في المنزل، ووسائل التواصل، وعلى الهاتف، والرسائل. اشتقنا لقهوة الصباح، ولزحمة الصباح، ولشمس الصباح. اشتقنا للأصحاب، والأهل، وزملاء العمل. اشتقنا لنزهاتنا البسيطة، والشاطئ، والحدائق، وحتى المولات. اشتقنا للأمور الطارئة،...
عندما اكتُشفت أول حالة «كورونا»، كيف أصبح شكل قلبك؟ قد يصبح قلبك مثل العصفور بعد أن يبتلّ بالمطر، يرتجف، أو قد يكون غير ذلك؛ ولكن كيف أصبح شكل قلبك عندما تم اتخاذ إجراءات احترازية أكثر...
من منّا لا يعشق السفر والرحلات؟! لكن في ظل هذه الظروف فإن السفر يُعدّ أمراً صعباً جداً. لكن لماذا نعتقد دائماً أن السفر يجب أن يكون تذكرة وحجوزات؟ لماذا يرتبط السفر في أذهاننا بالانتقال من...
لديّ أمنيات أمنياتي بسيطة أمنياتي صغيرة لكنها مهمة أمنياتي في يوم ما كانت حياتي حياتي التي تبدّلت لكن اليوم كل حياتنا أصبحت مختلفة، وكل الأمور أصبحت أمنيات، أمنيات يقيّدها الواقع. وأنا أيضاً لديّ أمنيات، وأولها...
يعيش سكان كوكب الأرض هذه الأيام عزلة اختيارية، وعند البعض إجبارية، كما يعيش البشر الدعوة إلى التباعد الاجتماعي. إنها عزلة غير مُخطَّط لها، عزلة تركت البعض غضبان، سجيناً ومقيداً، حزيناً ومكتئباً؛ وفي المقابل تركت البعض...
في معرض الدوحة للكتاب، لفت انتباهي رواية تحمل عنوان «رسائل القطط»، وقد حصلت على نسخة منها، لأني مهتمة بالرفق بالحيوان، وأجده أمراً مسلماً به، بل إن هذه الأمور الروحية والأخلاقية هي المظهر الأساسي لأي تقدم...
يقال إن لكل حكاية وجهين، ونحن نقرر أي وجه يناسبنا، ولكل موضوع جوانب مختلفة، كذلك بعض الكتب، وبالتحديد الروايات، لها قراءات مختلفة، وجوانب وزوايا متعددة، وكل منا يستطيع أن يقرأ تلك الرواية ويحللها من زاويته،...
عندما أعددت قائمتي لمعرض الكتاب، كانت لكتب أبحث عنها، وكُتّاب من الصعب أن أحصل على كتبهم في مكتباتنا، منهم ساراماغو، ونعوم تشومسكي، وبثينة العيسى، وشيخة الزيارة، ولكن لحظة أليست الأخيرة كاتبة قطرية؟ نعم هي كذلك،...
ماذا لو قرأت كتاباً في دقائق، لكنه يظل معك لأيام، بل لأعوام! كتاب يحمل الفكرة القوية، البسيطة، لكنّ معظمنا لم يفكر فيها بهذه الطريقة، كتاب يكشف لنا أفكارنا التي لم ننتبه لها، وقراراتنا التي اعتقدنا...
يُقام معرض الكتاب كل عام، وكل عام هناك ملاحظات يتم الأخذ ببعضها، ومن تلك الملاحظات: الوقت غير مناسب، فهو يتزامن مع معرض دولي آخر، ودور النشر المشاركة قليلة، كما غابت عن المعرض دور النشر المميزة...
كان ختام عام 2019 موفقاً جداً؛ الكتاب، والموضوع، والأسلوب، وأخيراً لغة الكتاب. اعتدت أن تكون مقالاتي هنا عن كتب قرأتها في مواضيع مختلفة؛ أدب، وتاريخ، ومقالات، وحكايات، وفلسفة. ولكن الكتابة عن الكتابة موضوع له مكانة...
ماكس فتى ألماني وجد نفسه في قارب صغير وسط المحيط، ويشاركه في ذلك القارب جاغور، وباي فتى هندي وجد نفسه في قارب صغير وسط المحيط، ويشاركه في ذلك القارب نمر. الحكايتان نسخ متطابقة، فهل نحن...