تطرح العديد من المناقصات في العالم من قبل الحكومات ومؤسسات القطاع الخاص فيما يتعلق بمشاريع الطاقة المتجددة بعدما ثبتت جدواها الاقتصادية والمالية في تعزيز مجالات التنمية، وفي تنشيط الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية. ومن هذا المنطلق يتزايد الإقبال على استخدام هذه المشاريع، فيما تقوم الشركات الكبيرة بعرض تجاربها في مختلف الحقول التي يمكن أن تستفيد منها الحكومات والمؤسسات من هذه التقنيات والأساليب الجديدة في مجال الطاقة. فقد أصبحت هذه الوسائل الحديثة في إنتاج الطاقة المتجددة تلعب دورا كبيرا في المشاريع ومنها تزويد المباني والصروح الإنشائية الكبيرة التي يتم تأسيسها في مختلف المناطق في العالم، وخاصة في الدول التي تكثر بها أشعة الشمس والرياح على مدار العام كمنطقتنا الخليجية، في الوقت الذي يرى بعض الخبراء أن انخفاض أسعار النفط العالمية يدفع بالكثير من المؤسسات والشركات إلى التوجه نحو العمل بمبادرات للحفاظ على البيئة والطاقة المتجددة التي يمكن أن تزيد من سرعة التنمية، وتتمكن من مواجهة التحديات المتصاعدة في المنطقة من تراجع أسعار النفط والإقبال على استخدام الطاقة المتجددة لزيادة رقعة التنويع الاقتصادي في المجالات الاقتصادية المتاحة. إن عددا من المؤسسات في العالم بدأت في استيعاب هذه التقنيات الجديدة في مجال استخدام واستهلاك الطاقة. ومنذ العمل بها تتلقى دعما متواصلا من المنظمات وجمعيات حماية البيئة في العالم، حيث تقوم هذه المنظمات بدعم الأسس والتقنيات والابتكارات لكي تبقى البيئة نظيفة وخالية من الشوائب والانبعاثات الكربونية. كما يتم في الوقت نفسه استغلال الطاقة النظيفة والمتجددة في تلك المشاريع، سواء على مستوى المدن الكبيرة أو على مستوى المراكز والبنايات الفردية. ومن جملة هذه الأساليب تشغيل المباني الخضراء بالطاقة النظيفة من قبل الشركات العالمية، حيث تم خلال الفترة الماضية عرض نموذج لبعض الشركات الأوروبية التي تشارك في المؤتمرات والمعارض التي تقام في المنطقة لتعزيز الثقافة لدى الشعوب فيما يتعلق بكيفية تطبيق حلول الطاقة والابتكار في المؤسسات والمباني الخضراء في المنطقة. إن كوكبنا يحتاج كل يوم إلى مزيد من الإنتاج والموارد لتكفي الأفواه الجديدة نتيجة لتزايد عدد النفوس على هذه المعمورة، الأمر الذي يتطلب من المؤسسات المعنية الأخذ بعين الاعتبار المساحات المناسبة للعيش على كوكب الأرض ومصادره الطبيعية ونظامه البيئي الهش. كما يدعو ذلك الحكومات والمؤسسات في العالم للبحث عن المصادر الجديدة والالتزام بالاستثمار الحقيقي في التنمية المستدامة، وتقديم أحدث الأفكار لضمان المحافظة على مستوى المعيشة، بدون ترك بيئة متضررة ومدمرة للأجيال القادمة. ومن هذا المنطلق فإن المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص مطالب اليوم بالاستفادة من هذه التجارب العالمية، سواء في الأبنية الخضراء أو في التجارب التي تعمل من أجل استخدام الابتكارات الجديدة بهدف التقليل من استهلاك الطاقة، والتوجه نحو إنشاء تصاميم تتناسب والمباني الخضراء التي أصبحت اليوم منتشرة في العالم، خاصة أن الموجودة حاليا في بعض الدول الأوروبية تحمل معنى الاستدامة الحقيقي في البناء. ففوائد هذا النوع من الطاقة عديدة، فعلى مستوى المباني الخضراء فإنها يمكن لها أن تساهم في الحد من التأثير السلبي على البيئة وتعززها من تهديدات المناخ المتغيرة. وأخيرا فإن اهتمام العالم سوف ينصب على هذه الأساليب خلال السنوات المقبلة، والهدف من ذلك هو دعم السياسات والحلول الرامية لرفع كفاءة توليد واستخدام تلك الطاقات في مختلف الحقول التي تحتاج إلى التنمية. والدراسات التي تم إعدادها في المنطقة تستطيع استثمار إمكانياتها الواسعة في مجال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لزيادة إنتاجية المشاريع ورفع مستوى الخدمات وتوصيلها لمختلف المناطق النائية التي ما زالت تعاني من قلة هذه الخدمات بحكم المساحات الجغرافية الواسعة للمنطقة.