نسب عالية للجوع بدول عربية

تشير بيانات دولية لبلوغ عدد الجوعى بالعالم 815 مليون شخص، يمثلون نسبة 11 % من سكان العالم، ورغم إنتشار بنوك الطعام بدول كثيرة إلا أن تلك البنوك لا تخدم سوى 62.5 مليون شخص، وبما يشير لتفوق دور الجمعيات الأهلية تجاه الجوعى، أما المعونات الدولية ورغم كبر قيمتها تقل فاعليتها تجاه المشكلة.  وبالشريعة الاسلامية تتعدد الآيات والأحاديث الشريفة الداعية لإطعام الفقراء، ومنها الآية الثامنة بسورة الإنسان «ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا» والآية 28 بسورة الحج «فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير».   وتعدد الآيات التى جعلت إطعام المساكين من بين أنواع الكفارات، كالآية 89 بسورة المائدة: «فكفارته إطعام عشرة مساكين»، والآية 4 بسورة المجادلة «فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا»، والآية 184 بسورة البقرة «وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين». وهناك ثلاثة آيات أخرى لم ينتبه الكثيرون لخطورة معناها وتأثيرها بقضية الجوع، وهى الآية 34 بسورة الحاقة التى تتحدث عن صفات أهل النار ومنها «إنه كان لا يؤمن بالله العظيم ولا يحض على طعام المسكين»، وكذلك تعريف المكذب بالدين بالآية 3 بسورة الماعون «فذلك الذى يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين»، والآية 18 بسورة الفجر «كلا بل لا تكرمون اليتيم ولا تحاضون على طعام المسكين». فالآيات الثلاث تتوعد من لا يحض غيره على إطعام المساكين، أى أنه إذا كان الشخص غير قادر على الإطعام فليقم بحض وتذكير غيره من القادرين للقيام بالإطعام.  والخطورة هنا فى أن ترك الحض والنصح والتذكير يجعل صاحبه غير مؤمن بالله ومكذبا بالدين، والأمر هنا ليس متجها لخطباء المساجد أو للإعلاميين، بل أنه متجه لكل مسلم، حتى تصبح مسألة الحض على إطعام المساكين واليتامى قضية حاضرة بكل وقت وبكل مكان يعيش فيه مسلمون.  وتتعدد الصور التى يمكن من خلالها ترجمة نتائج الحض على الإطعام للمساكين، بداية من إقامة سنة العقيقة للمولود والأضحية، وعدم المبيت شبعانا وجاره جائعا، وتنفيذ كفارات حلف اليمين وعدم الوفاء بالنذر والظهار للزوجة المتضمنة الإطعام.  والإسهام ببنوك الطعام المنتشرة فى 15 دولة عربية، وتقديم الأغذية للفقراء مجانا من خلال الجمعيات الأهلية أو بأثمان مخفضة، وهو أمر كان يقوم بعض الأفراد به بالإتفاق مع أصحاب المحلات لتقديم الطعام للفقراء بأثمان مخفضة ويقومون هم بسداد فارق قيمتها.  خاصة فى ظل ما ورد بمؤشر الجوع العالمى لعام 2018 من بلوغ نسبة الجوع 40 % باليمن، و35 % بالسودان و31 % بجزر القمر و30 % بجيبوتى و27 % بموريتانيا و22 % بالعراق و15 % بمصر.