قيرغيزستان تعتمد على تحويلات العمالة والمعونات

عادت أخبار جمهورية القرغيز للصدارة بالأسابيع الأخيرة بعد مظاهرات المعارضة التى دفعت الرئيس جينبيكوف للإستقالة بمنتصف الشهر الحالى، ليصبح الرئيس الثالث الذى تتم الإطاحة به بانتفاضه شعبية منذ عام 2005، بعد الإطاحة بالرئيس أكاييف عام 2005 والرئيس باكييف عام 2010 بأحداث مماثلة اضطرت كلا منهما لمغادرة البلاد.  وبالعام الماضى احتلت المركز 145 بين اقتصادات العالم من حيث الناتج المحلى الإجمالى بسعر الصرف بقيمة 8.455 مليار دولار، ليصل نصيب الفرد من الدخل القومى 1240 دولار وهى قيمة متدنية بالمقارنة بالمتوسط العالمى البالغ 11 ألفا و570 دولارا للفرد، لتحتل المركز 166 دوليا بدخل الفرد من الدخل القومى، والذى كان قد بلغ 1250 دولارا عام 2014.  ويبلغ عدد السكان 6.3 مليون فرد بالمركز 114 دوليا، ومعدل نمو السكان 1 % بسبب الهجرة الصافية للعمل بالخارج، وترتفع نسبة السكان تحت خط الفقر الى 22.4 %، ويعيش 37 % بالحضر خاصة بالشمال الذى توجد به العاصمة بيشك ومدن أخرى بينما ظل الجنوب أقل غنى مما وتر العلاقة بين الشمال والجنوب، وبين العرقيات خاصة القيرغيز صاحبة الغالبية من السكان والأوزبك الذين يمثلون نسبة 15 % من السكان.  وتبلغ مساحة البلاد 200 ألف كيلو مربع وتجاورها حدوديا الصين وطاجكستان بالجنوب وكازاخستان بالشمال وأوزبكستان بالغرب، وتشترك كل من الصين وكازاخستان بحدودها الشرقية بإعتبارها دولة برية، ولهذا تتركز غالبية التجارة الخارجية مع دول الجوار الجغرافى.  ويعمل 48 % من السكان بالزراعة حيث تتم زراعة: القطن والبطاطس والخضروات والعنب والفواكه والتوت وتربية الأغنام الماعز والماشية وإنتاج الصوف، و12.5 % بالصناعة حيث يتم تصنيع الآلات الصغيرة والمحركات الكهربائية والمنسوجات والأغذية والأسمنت والأحذية والخشب والثلاجات والأثاث والذهب والمعادن النادرة، ويعمل 39.5 % بالخدمات ومنها السياحة.  وتتدنى صادرات القرغيز لتبلغ حوالى 2 مليار دولار بالعام الماضى حيث تصدر الذهب والقطن والصوف والملابس واللحوم والزئبق واليورانيوم والأحذية والفحم، بينما تصل الواردات السلعية الى 4.6 مليار دولار حيث تستورد النفط والغاز الطبيعى والآلات والمعدات والكيماويات والمواد الغذائية، ولهذا تعانى من عجز تجارى مزمن مستمر منذ عام 2002 حتى العام الماضى بلا إنقطاع، حيث تصل نسبة إكتفائها الذاتى بالنفط 3 % وبالغاز الطبيعى 15 %.  وتمثل الصين الشريك التجارى الأول بنسبة 26 % من التجارة الخارجية بالعام الماضى تليها روسيا 24 % وكازاخستان 14 % وإنجلترا 12 % وكل من أوزبكستان وتركيا 5 %، وكانت أبرز دول الصادرات إنجلترا بنسبة 42 % وكازاخستان 17 % وروسيا 14 % تليها أوزبكستان وتركيا والصين، وجاءت نسبة 51 % بالورادات من الصين و28 % لروسيا و12 % لكازاخستان و4.5 % لتركيا. ويعانى ميزان التجارة الخدمية من عجز مزمن منذ عام 2000 حتى العام الماضى، إلا أنه يقل عن العجز التجارى السلعى بفعل الإيرادات السياحية التى تصل حوالى نصف مليار دولار سنويا، وتمثل تحويلات العمالة القيرقيزية بالخارج موردا جيدا فى ظل عمل 782 ألف شخص بالخارج، نسبة 76 % منهم بروسيا وألمانيا 11 %، كما تحصل على قدر جيد من المعونات الدولية بلغ 416 مليونا عام 2018.  إلا أنها تعانى من ارتفاع الدين الخارجى الذى بلغ 8.3 مليار دولار بالعام الماضى، وتتكلف خدمته السنوية من أقساط وفوائد أكثر من 800 مليون دولار ـ بينما بلغت الإحتياطيات 2.4 مليار دولار، حيث تعانى من عجز مزمن بالحساب الجارى، وتحول ظروف عدم الاستقرار الداخلى من قدوم الاستثمارات الأجنبية بقدر كبير، وتوقع صندوق النقد انكماش اقتصادها بنسبة 12 % وعجز الموازنة 7.1 % بالعام الحالى.