لطالما ارتبط اسم الاقتصاد الريعي بالدول النفطية ولكن مع إشارات سلبية في وصف تلك الدول وعليه أردت أن ألقي الضوء على المفهوم العميق للاقتصاد الريعي ومعرفة مميزاته وسلبياته ومستقبله على حد سواء.
إن المقصود بالاقتصاد الريعي هو الاقتصاد المعتمد على ريع سلعة أو خدمة أو معرفة أو قطاع بعينه وقد يكون مصدرا طبيعيا مثل النفط ولكن لا يشترط أن يكون كذلك، أضف على ذلك أن للاقتصاديات الريعية بعدا سياسيا واجتماعيا أيضا، إذ إن الحكومات هي المتصرفة في الإيرادات الريعية سالفة الذكر وأن المجتمعات هي مجتمعات شبه معتمدة بتكوينها الاقتصادي على الحكومات، وفي هذا الطرح العديد من القضايا واجبة التفسير أولها أن مصدر الدخل الريعي يمكن أن يكون لا يعتمد على المصادر الطبيعية كالنفط والغاز وإنما يمكن أن يكون مصدرا آخر مثل السياحة أو الخدمات الطبية.
والشاهد في حديثي هنا موجه لدول الخليج حيث إنه يمكن خلق تنوع ريعي من خلال خلق إيراد مرتكز على المعرفة أي بمعنى آخر أن يكون ريعا جديدا تحت رعاية الحكومات أيضا ولكن معتمد على القيمة المُضافة التي تقدمها المعرفة وذلك من خلال البحث والتطوير العلمي في أحد المجالات التي تدر دخلا حقيقيا ولكن تحتاج إلى استثمارات كبيرة مثل الاستثمار في الأبحاث الطبية والأدوية مثلا.
عليه فإنه يمكن القول إن الاقتصادات الريعية أكثر عرضة للاهتزازات الناجمة عن ضعف الطلب على مصدر الريع ولكنها في نفس الوقت الأكثر إمكانية للتعددية في الدخل المبنية أساسا على الريع أو الدخل الأولي.