في مؤشرات حديثة أعلن عنها البنك المركزي الرواندي، تتحدث بأن "الاقتصاد الرواندي حافظ على نمو قوي في عام 2022م،" حيث قادت سياسات التحفيز والتعامل مع "كوفيد 19"، إلى "انفتاح واسع النطاق للاقتصاد وكذلك السياسة النقدية التيسيرية للبنك المركزي، ودعمت تحسين النشاط الاقتصادي. ووفقا للبيان، فإن المؤشر المركب للأنشطة الاقتصادية - والذي يقيس أيضًا نشاط الأعمال - ارتفع بنسبة 13.7 % في الربع الأول من عام 2022. وقال البنك إن هذا يشير إلى نمو أعلى للناتج المحلي الإجمالي مقارنة بنسبة 3.5 % التي تم تسجيلها في عام 2021، حيث جاء الأداء الاقتصادي القوي مدفوعًا بقطاعي الخدمات والصناعة المرتبطين بإعادة الانفتاح الكامل للاقتصاد والمبادرة الحكومية التي تدعم التصنيع ومشاريع البنية التحتية الأخرى...". الملامح التي رصدتها إبان زيارتي لهذا البلد - النموذج في محيطه - خلال الثلث الأخير من شهر فبراير المنصرم، يمكن إيجازها في الآتي: • النظافة العالية في مقابل اختفاء روائح الصرف الصحي وعبوات القمامة، وانتشار الروائح الزكية التي تنبعث من الحدائق والبساتين، واللوحات الجمالية التي تنتشر في العاصمة "كيجالي"، والتنظيم الملحوظ المعالج للفوضى والازدحام والتكدس الذي يحدث في معظم مدن الدول النامية، والطرق الجيدة التي تصل إلى قمم الجبال وفي الهضاب والسهول والقرى والمدن، والتخطيط المريح والهادئ للمدن والأحياء السكنية الحديثة التي تتوزع في تلال العاصمة والمدن الأخرى، والمنتجعات والفنادق السياحية الفخمة التي تستثمر فيها شركات ورجال أعمال روانديون وأجانب وملامح التحديث والعصرنة والنشاط العمراني... وهي جميعها تبرهن وتعبر عن التحولات التي تشهدها رواندا في محيط من البلدان المجاورة يتكدس فيها ملايين البشر، وتعاني من الفقر والفساد والجهل والتخلف والتلوث والصراعات... فيما تخطو رواندا خطوات جيدة ومحكمة نحو التقدم والازدهار والتغيير الإيجابي الذي سيجعل منها نموذجا يستفاد منه وتستلهم دروس نهضته بعد درس أليم خسر فيه الروانديون الكثير من الأرواح واستنزفت الثروات. • تمتلك رواندا ثروات مائية ضخمة تتمثل في البحيرات الطبيعية الواسعة والعميقة والأنهار والجداول المائية والأمطار التي تهطل باستمرار وبكميات جيدة، تصحبها ثروات زراعية وحيوانية وإنتاج يكفي للتصنيع والتسويق الخارجي ويفيض، كما تتمتع رواندا بمقومات سياحية يمكن أن يقدم الأرض "ذات الألف تل" كمقصد سياحي جاذب لشعوب الأرض فوجود حيوان "الغوريلا" والمحميات الطبيعية والطبيعة البكر والبحيرات يجعل منها مكانا رائعا للاستجمام والراحة والهدوء. • يستثمر الكثير من العمانيين في رواندا في أعمال الشحن والتصدير والسياحة والعقار والوساطة... ومن التقينا بهم يتحدثون بتفاؤل عن مستقبل واعد لرواندا، ويشيرون إلى الجدية والتخطيط المدروس والقوانين والسياسات المحفزة والجاذبة للاستثمار الأجنبي والمشجع لرجال الأعمال على الإقبال والإسهام في نهضة البلاد الاقتصادية. • المرأة لها نصيب وافر من الحقوق في رواندا، إنها تحظى بالأغلبية المطلقة في البرلمان الرواندي، وهي من الاستثناءات النادرة على مستوى العالم، وتعمل في مختلف المجالات وحقول العمل وقطاعاته ومهنه، في التجارة والزراعة والسياحة والوظائف الحكومية.. وتسهم في النقاشات والحوارات والخطط ذات العلاقة بمستقبل رواندا، وبلد يشرك المرأة بهذا الثقل والقوة يعي دون شك، أهمية الشراكة ودورها البارز في تحقيق نهضة أمة.