نجوم على مَحَكّ المروءة..!

هناك الكثير مما يمكن قوله حول الوضع الحساس الذي يعيشه نجوم كرة القدم العرب المحترفون في أندية أوروبية تقف حكوماتها الغربية مع ما يقوم به الكيان الغاصب من تنكيل وإبادة للسكان في قطاع غزة وكل ما هو فلسطيني مقاوم للاحتلال ولكن. * لا يمكن إغفال حقيقة أن الرياضي العربي شأن كل من يحمل في صدره قلباً هو أخ للضحايا، ولا يمكنه إخماد مشاعره تجاه إخوانه لمجرد أن مصدر ثرائه قد يتأثر بشكل أو بآخر. * والطبيعي أن تزداد أهمية مواقف النجوم العرب كلما ارتفع منسوب التنكيل والقتل للآلاف من الفلسطينيين، جُلّهم من الأطفال والنساء.. ولن يعدم هؤلاء النجوم الوسيلة لتسجيل مواقف أخوية وانسانية، لا بأس إن أخذت في الاعتبار قوله تعالى "لا يكلف الله نفسا إلا وسعها". * وغير خاف ما أصاب الاعلاميين والناشطين والرياضيين وكل الشرائح المجتمعية العربية من الارتباك وهم يحاولون تسجيل مواقف أخوية مناصرة بالكلمة، حيث ما أن تنشر خاطرة وجع أو فيديو مأساة حتى تصاب صفحتك وما تنشره حول المأساة بالشلل الرعاش فلا يصل صدى أوجاعهم إلا لمن يدخل حائطك عامداً، وهو وضع خارج ما تعارف الناس عليه قبل كارثة العدوان، والاصطفاف العالمي المنافق ضد الضحايا.. * خوارزميات صادرت كل خاطرة أو رأي شعبي مساند للضحايا وسط اختفاء اي رباط للخيل أو قدرة مالية نافذة، فلا ذا تأتَّى ولا ذا حصَل.. ويا عزيزنا النجم الكبير هناك، خلف البحر والمحيط.. وداخل خارطة أهل الضاد.. صوتك مهم لأن لك جمهورك الكبير، ولك أن تناقش موقف اللاعب أنور غازي الذي أنهوا عقده مع ماينز فعقب بالقول: إنها كلمة حق في الجحيم. * وإن لم تستطع فالدعم المادي للأبرياء من الاطفال والنساء والكهول سيخفف ولو قليلاً من أوجاع مصابين ومعوزين في العراء.. ولنا أن نتخيل كيف هي أحوال من لم يطله الموت على نحو مجزرة مخيم جباليا التي أفضت إلى حوالي 500 شهيد، ومجزرة مدرسة الفاخورة.. فضلاً عن جرحى ومفقودين لم يأمنوا في منازل أو مستشفيات ومدارس ودور عبادة.. * أوصل صوتك ما استطعت لأنك نجم، شأنك شأن من حاولوا اختراق الرأي العام الغربي وفق المتاح.. ومن يدري قد تجلب إلى جانبك أصوات زملاء لك في الفريق متشبِّعين بفائض إنسانية، فإن لم تستطع فبما تيسَّر من أموالك عبر هلال أو صليب إنساني.. خذ موقعك في لوحة شرف الدعم المالي للضحايا الأبرياء. * لقد سبقتك إلى الموقف الإنساني على سبيل المثال نجمة التنس التونسية أُنس جابر التي تبرعت بجزء من جائزتها المالية بعد فوزها في البطولة النهائية لموسم تنس السيدات في كانتون بالمكسيك. * وكما يدعو الآخرون للتبرع من أجل إنقاذ ناد رياضي من الوقوع في هبوط او انتقالات متعددة النوافذ أو سداد أجور وديون فإن من الأهم دعوة النجوم والكواكب العرب لدعم ضحايا حرب ظالمة على شعب منكوب منذ أكثر من 40 يوماً. * إن تفاعل كل قادر مع الضحايا وتقديم العون المادي والمعنوي هو فعل أخوي وانساني محترم بامتياز، ومن شأنه تحقيق غايتين.. إنقاذ ما تبقى من حياة أطفال ونساء وكهول.. والحفاظ على عدم ضياع المروءة بين العرب.