خسائر السياحة التركية.. مكاسب لليونان

في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة السياحة التركية عن انخفاض أعداد السائحين القادمين إليها خلال الربع الأول من هذا العام بواقع 10% «على أساس سنوي» والتي تمثل النسبة الأكثر انخفاضاً خلال السنوات العشر الماضية.. فقد توقع المسؤولون عن السياحة في اليونان ارتفاع أعداد السائحين بالبلاد هذا العام لتصل إلى حوالي 26 مليون سائح بعد بلوغها 23.6 مليون شخص في العام الماضي، بزيادة قدرها أكثر من مليوني سائح «نصفهم على الأقل من السائحين الروس»، وبإيرادات من المتوقع أن تصل في نهاية العام الحالي إلى نحو 16 مليار يورو، مقارنة بنحو 14.2 مليار يورو في العام الماضي. وأرجع عدد من خبراء السياحة ذلك الانخفاض في أعداد وإيرادات السياحة التركية إلى الحظر الذي فرضته روسيا على مواطنيها لزيارة تركيا وكذا على منظمي الرحلات الروس إلى تركيا في أعقاب إسقاطها إحدى الطائرات العسكرية الروسية المقاتلة في سوريا بعد تخطيها الحدود التركية، وكذا إلى توترات وتداعيات الأحداث في منطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى سلسلة الهجمات التفجيرية التي ضربت مؤخراً كلًا من أنقرة وأزمير وإسطنبول. وعلى الرغم مما تتمتع به اليونان من مزايا سياحية عديدة تعمل على جذب السائحين إليها وخاصة الأوروبيين منهم، من شمس مشرقة وشواطئ خلابة ومواقع أثرية ثقافية عريقة، فإنها تواجه أيضاً الكثير من الصعوبات والمشاكل وفي المقدمة منها توافد آلاف اللاجئين الذين هبطوا على جزرها في الصيف الماضي للعبور منها إلى الدول الأوروبية وخاصة الغنية منها، كألمانيا والسويد. ومن الصعوبات التي تواجه الحكومة اليونانية كذلك فشلها في إصدار وتطبيق تشريع نظام ضريبي فعال على العديد من الخدمات وفي مقدمتها الاقتصاد التعاوني الذي يضم عدداً كبيراً من الشركات ومن بينها مجموعة شركات «إيرينب» مما أضاع على الحكومة إيرادات ضخمة، بالإضافة إلى وجود تخوفات عديدة من احتمالية فشل نتائج مفاوضات الحكومة اليونانية مع دائنيها الأوروبيين وصندوق النقد الدولي فيما يتعلق ببرنامج الإنقاذ المالي الأخير الذي يفرض على حكومة حزب سيريزا اليساري الحاكم تقديم المزيد من الإصلاحات والتنازلات لضمان البقاء في منطقة اليورو وعدم الطرد منها. هذا ويؤكد الكثير من الخبراء السياحيين أن قطاع السياحة اليونانية كان ضمن عدد محدود جداً من القطاعات والصناعات التي استطاعت أن تواصل نموها خلال الأزمة المالية الحادة التي واجهت اليونان مع دائنيها، لترتفع إيراداتها السياحية من عشرة مليارات يورو في عام 2012 إلى نحو 16 مليار يورو في نهاية هذا العام، وليساهم القطاع السياحي اليوناني بأكثر من 19% من إجمالي الناتج المحلي للبلاد بما يمثل أكثر من ضعف المعدل الأوروبي «وفقاً لمجلس السفر والسياحة العالمي». وعلى الرغم من ذلك فما زال الكثير من الخبراء العاملين في الحقل السياحي اليوناني متفائلين بحدوث انتعاشة ملموسة في زيادة أعداد وإيرادات البلاد من السياحة، وخاصة مع انحسار وتراجع أعداد اللاجئين والمهاجرين القادمين إلى الجزر اليونانية وفي مقدمتها جزيرة «كوس» الواقعة شرق بحر إيجه، بعد اتفاق الاتحاد الأوروبي مع تركيا على إعادة وترحيل المهاجرين القادمين إلى اليونان بشكل غير شرعي إلى تركيا من جديد، وهو الأمر الذي أدى بالفعل إلى انخفاض متوسط أعداد القادمين إلى الجزر اليونانية في شهر مارس الماضي إلى أقل من 900 مهاجر ولاجئ مقارنة بنحو 2500 في شهر فبراير وذلك وفقاً لبيانات وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.