القوة الهجومية والخلل الدفاعي

كشفت منافسات الجولة الأولى لبطولة كأس آسيا المقامة حاليا في الدوحة عن القوة الهجومية لمعظم فرق البطولة، حيث تم تسجيل 37 هدفا خلال 10 مباريات انتهت بفوز طرف على الآخر، وهو عدد كبير مقارنة ببطولات سابقة، على الرغم من الحذر الذي يشوب مباريات الجولة الأولى تحسبا من الخسارة وتقليل فرص التأهل للدور الثاني، وهي ظاهرة جيدة جعلت المشاهدين يستمتعون بأداء اللاعبين في معظم المباريات. هذه القوة الهجومية كشفت عن الخلل الدفاعي أيضا بمعظم المنتخبات حتى التي حققت الفوز، حيث ظهر البطء في الأداء الدفاعي وعدم التمركز الصحيح والخلل الأكبر الظاهر في العمق الدفاعي والأمثلة متعددة سواء في المنتخب الياباني أو الكوري والإيراني وكلهم مرشحون للوصول للنهائيات، والأمر كذلك للمنتخبات العربية مثل الإمارات وفلسطين والبحرين والسعودية وعمان وأيضا العراق، هذا الخلل الذي كان له تأثير سلبي على أداء حراس المرمى أيضا، رغم أن معظمهم من أصحاب الخبرة. وعلى مدى مباريات الجولة الأولى كان التعادل في مباراتين فقط، بين الصين وطاجيكستان، وأوزبكستان وسوريا، مما يشير إلى أننا أمام بطولة تتميز بالقوة الهجومية، مما يجعل المتابع يستمتع بأداء قوي، ولعل عددا من الأهداف المسجلة جاء من الطراز العالمي، مما زاد من متعة المتابعة. ومع بداية الجولة الثانية للمنافسات نأمل أن تستمر القوة الهجومية خاصة وأنها جولة حسم التأهل لعدد كبير من المنتخبات، وأن نرى أهدافا أكثر، كما نأمل أن تقل الأخطاء الدفاعية بعد أن درست الأجهزة الفنية مستويات المنافسين وتعرف كل لاعب على سلبياته، حيث يطمح المشجعون في رؤية مستوى فني متميز، وأداء أفضل من نجومه المفضلين. مباريات الجولة الثانية أشبه بمباريات نهائي الكؤوس لا بديل فيها عن تحقيق الفوز سواء للفرق التي فازت في الجولة الأولى لتأكيد تأهلها، أو للفرق التي لم توفق لاستعادة أمل التأهل، لذلك نحن على موعد من أداء قوي يحقق طموح المنتخبات وأيضا الجماهير المحبة لها، إنها جولــــــة المدربين ومنهم ننتظر التعامل الجيد مــــــع المباريات. وقت مستقطع تميز حكام تقنية الفيديو بشكل كبير خلال الجولة الأولى للمنافسات، وظهر الاعتماد بشكل كبير عليهم من قبل حكام الساحة مما يقلل من درجة تقييمهم وهيبتهم داخل المستطيل الأخضر، ونأمل منهم زيادة التركيز خلال مباريات الجولة الثانية، حتى يكون الأداء على قدر قيمة المباريات.