المنافسات.. الإعداد والأرزاق..!

حسبنا أمام كل حالة انفعالية عربية مع نتائجنا أن نتذكر مسألتين.. الأولى أنه لابد من فائز وخاسر، وأن الهزيمة هي الأُخرى من عناصر الإثارة، وهي موجودة داخل القوى الكروية العظمى بنسب متفاوته.. ولا اقصد هنا خسائر تأتي بسبب التقصير وسوء فهم شروط الاحتراف ومقومات الانضباط التي يصبح فيها اتخاذ الإجراءات واجبا، وإنما الخسائر التي تأتي بعد أن يكون اللاعبون أدوا ماعليهم..! شخصيا أصابني الإحباط من منتخبي اليمن والكويت بعد أن تمنيت تواجدهما في كأس العرب القادم في الدوحة، لكن التطلع ذهب مع الريح، ما يفرض مراجعات إدارية وفنية تختفي معها المقدمات التي لا تفضي إلا الى ذات النتائج المخيبة للآمال. وعندما سألت قبل أيام متابعا يسخِّر لها جزءا كبيرا من ليله قبل نهاره عما يشغله عقب اسدال الستار على منافسات اليورو وكوبا امريكا قال: إنه التحدي الإفريقي الذي يواجه الأهلي المصري مع غريمه الجنوب افريقي، وماذا ستفضي اليه نتيجة العنابي القطري بعد إبهار البداية ضمن منافسة الكونكاكاف.. قلت له: يبقى الأهلي صاحب كعب عالٍ.. وبالنسبة للعنابي فقد سجل البداية القوية، ولكن لابد عند النظر الى بقية نتائجه عدم إغفال انه يجرب قدراته ويصقلها مع اكثر من مدرسة عالمية لاستيعاب أساليب اللعب المختلفة، وأن الهدف الأبعد هو إرساء أساس لحضور مرضٍ عندما تصبح منافسات المونديال في الدار في العام القادم "الدوحة 2022". وعندما سأل.. وما الذي أعجبك او استفزك في بطولتي القارتين اليورو وكوبا أمريكا قلت:  على صعيد المنافسة كنت محظوظا.. فقد تمنيت أن يلتقي التانجو بالسامبا في نهائي كوبا أمريكا انتصارا للمتعة، فحصل ذلك قبل ان يؤكد الأول علو كعبه على حساب أحفاد بليه في مباراة جعلت بعض أطفال البرازيل (يشيبون عند الفجر..) وتمنيت في اليورو ان ينتصر المنطق لإيطاليا، وتحقق ذلك عندما نجح المدرب روبرتو متشيني في الدفع بالمنتخب الايطالي لخطف كأس اليورو في عملية تذكير بأن هذا المدرب نفَّذ في ويمبلي وما قبل ويمبلي عبارة تحديه المبكر قبل البدء بمهمته (سأستلم ما كان خرابا).  بالمناسبة حتى الموهبة الكبيرة تحتاج الى رزق من نوع آخر، ويمكن للراصد ان يتوقف امام دلالة ان يسجل اللاعب الارجنتيي ديمارا في مرمى البرازيل فيحمل لاعبو الارجنتين ميسي قبل ديمارا، بل وتفرح نصف الكرة الأرضية.. ولم يجد ديمارا نفعا لصحيانه المبكر على دعوات أمِّه وعمِّه..  في موضوع أرزاق النجوم كان العامل الموضوعي حاضرا في تعاطف النصف الآخر لكوكب الأرض مع كريستيانو رونالدو، والتمنيات بأن ينفرد بلقب اللاعب الأكثر تسجيلا مع منتخب بلاده، لكن اللاعب الكبير غادر اليورو متساويا مع الإيراني علي دائي، مكتفيا بعبارته القديمة: (أبلغ من العمر 36 عاما وأي شيء يحدث بعد ذلك سيكون الأفضل..) وقد يطاردك رزقك من الشهرة الى القبر كما هو حال تزايد الدعوات لإقامة مواجهة كروية مثيرة بين الأرجنتين وإيطاليا احتفاء وتخليدا للأسطورة مارادونا وأين؟ في نابولي التي شكل انضمام مارادونا الى فريقها علامة رياضية واقتصادية وسياحية لايمكن نسيانها.. عود على بدء.. ليتنا نحاكي الآخرين في الأخذ بعوامل نهوض كروي يرضي الجماهير ويقلل عدد المعاول التي تعيق طمواحات وتقوض آمال مواهب عربية تحتاج لمناخ إعداد مناسب يأخذ فيه بعناصر النهوض، ولا يستغل السوشيال ميديا لقتل الكثير من المواهب في المهد..