تعيش منطقة الخليج الآن الكثير من المتغيرات سواء على الصعيد السياسي والاقتصادي وهذا ما شهدناه في السنوات الأخيرة، ولكن عندما ننظر إلى الصورة بشكل أدق، نرى أن اقتصاد منطقتنا عاش ويعيش أكثر من فخ، لم يستفد من تجارب العديد من الدول.
ما نراه حاليا من توجه الاقتصاد الخليجي إلى تنويع مصادر الدخل يعد توجها إيجابيا، بأن يكون هناك توجه لزيادة الإيرادات، وهذا شيء إيجابي أن تفكر الدول في جلب إيرادات من مصادر مختلفة، وألا تعتمد على مصدر واحد رئيسي لها، ومن ثم تتعرض إلى الخسائر في حال تقلب الإيرادات القادمة عبر هذا المصدر، ولكن هنا لنا وقفه يصحبها تساؤل.. ماهي الأفكار التي طرحتها الدول الخليجية في محاولة منها لتنويع مصادر الدخل لديها؟
كان التوجه قبل جائحة كورونا إلى السياحة ورأينا حالة الاندفاع الكبيرة غير المدروسة إلى هذا القطاع، والتي جاءت نتيجة عدم وجود رؤية، وهو ما تسبب في تكبد بعض الدول الكثير من الخسائر.
ومن ثم تابعنا توجهاً آخر إلى الضرائب، وبشكل مبالغ فيه وعشوائي عند الجميع، والآن نجد كل من طبق الضرائب يدفع الثمن سواء بشكل مباشر أو غير مباشر؛ وعلى سبيل المثال ارتفاع التضخم وتكلفة المعيشة، أو ركود في القطاع العقاري أو هجرة الأيدي العاملة، وهذا حدث عند من طبق الضرائب، فكيف حال من يمر بهذه التقلبات ويفكر في تطبيقها؟!
الفخ هنا هو عدم وجود رؤية في كيفية تنويع مصادر الدخل، فمن المستحيل أن تقوم الدول بالإيقاع بنفسها في الفخوخ، والمبرر هو تنويع مصادر الدخل، وهذا ما نراه الآن أو ما يسمى التقليد أو استخدام الحل السهل.
لذلك سيخسر من لم يحدد جيدا ماذا يريد، وما هي مقوماته وثغراته وسلبياته وإيجابياته، بالإضافة إلى هويته وهي الأساس، لذلك استخدام الحل السهل هو أقرب طريق للوقوع في الفخ!