حساسية (شارة الكابتن..!)

انتهى زمن اعتبار الأقدمية هي المعيار الأهم في اختيار قائد الفريق الرياضي، وتراجَع معيار الأقدمية التاريخية لصالح مواصفات أُخرى تتصدرها نجومية اللاعب، وموقعه على جغرافيا الكرة في بلده او العالم بصرف النظر عن عامل السن والمشوار.. صار قرار تعيين أحد اللاعبين سفيرًا فوق العادة للجهاز الفني داخل ملعب المباراة مرتبطا بشروط هي محل تنافس واستقطاب موضوعي وعاطفي.. * في مصر مثلا..البلد الشقيق الذي يفخر بكون ابنائه هم نتاج سبعه الاف سنة حضارة كانت أقدمية اللاعب هي تأشيرة حصوله على شارة القيادة، ثم تراجع هذا المعيار منذ قيام المدير الفني للمنتخب حسام البدري بمنح شارة الكابتن لنجم ليفربول محمد صلاح، خارج معيار الأقدمية.. وجاء خلَفه البرتغالي كارلوس كيروش ليؤكد اختيار صلاح للمهمة رغم عودة اللاعب الأقدم احمد فتحي.. * وكان يمكن أن تمر قضية تجاهل اقدمية احمد فتحي لولا أن محمد صلاح صار أحد افضل اللاعبين في العالم، وأحد المتنافسين على الكرة الذهبية واختارته رابطة الجماهير أفضل لاعب في الدوري الانجليزي عن شهر سبتمبر الماضي.. مع ذلك لم ينجح صلاح مع منتخب بلاده من موقع القائد كما كان متوقعا، سواء بحسبة تسجيل الأهداف او حتى بحساب الفرص التي يصنعها، الأمر الذي فتح الخلاف من جهة بعض لاعبي مصر القدامى على الأقل، فذهب البعض إلى أن صلاح اجاد وامتع وسجل عندما لم تكن شارة كابتن منتخب مصر على يده.. * ومما قاله احمد حسام (ميدو) كابتن مصر السابق: الصواب ان يكون كابتن مصر هو احمد فتحي حتى في وجود محمد صلاح، بل ذهب الى أن هناك مشكلة داخل المنتخب بسبب الشارة.. *شخصيا..أرى هذه القضية تفتح لعبة المقارنات عربيا، ومن نجح ومن اخفق من موقع كابتن الفريق..؟ بدأ هذا في نقاشات اكدت على أن شارة الكابتن سجلت إضافة ايجابية ونجومية اكبر لكابتن محاربي الصحراء رياض محرز الذي ابدع من موقع الكابتن وقاد المنتخب الجزائري للفوز بآخر نسخة من بطولة كأس الأمم الافريقية.. * وهنا وعبر الغراء جريدة (لوسيل) أرجو لو أحصل على إجابة من متخصص حول التأثيرات الايجابية او السلبية على من يحمل شارة الكابتن.. اتحدث هنا عن سيكولوجية كابتن الفريق ومزاج الكابتن السابق عندما تُسحَب منه الشارة، وانعكاس ذلك على اعضاء فريقه ودرجة ما يقدمونه من مباريات تحتاج لأن يلعب الجميع بنظام الكل في واحد والواحد في الكل، وعدم بروز أي صورة من صور الانانية الواعية أو حتى موجِّهات اللاشعور في العقل الباطن..؟ * منطق الأشياء، ولغة المصلحة العامة لأي فريق ستقول لنا بأن قائد الفريق هو اللاعب الأقدم وفي نفس الوقت لابد ان يكون الكابتن الأكثر انتظامًا و تأثيرًا واحترامًا بين زملائه.. رصانة.. وقوة شخصية..كاريزما..وقدرة على اثارة الحماسة من موقع القدوة، والمكانة المحترمة عند زملائه. * ومن مواصفات القائد أن يلم باللغة الانجليزية كلغة مشتركة لحكام المباريات ليتمكن من تسجيل اي اعتراض بهدوء وثقة وثبات انفعالي لا استفزاز فيه..وخارج الملعب، لابد أن يكون للكابتن دور كنقطة وصل بين اللاعبين وبين الجهاز الفني تمكنه من الطرح الواعي الذي يوازن بين المصلحة العامة وبين حقوق اللاعبين مع انكار الذات الشخصية إلا في اطار كونه لاعب.. * وكلما كان قائد الفريق متمتعا بمكانة محترمة بين زملائه كلما حالفه النجاح في القيادة والتأثير وهو يشجع زملاءه اللاعبين ويثير حماسهم.. ويهدئهم عند حصول ظلم تحكيمي في الملعب، او يلوح خلافا على مستحقات وما إلى ذلك من أمور تظهر فيها الفروق الفردية بين قائد فريق وبين قائد آخر..