النزاهة الرياضية.. العنوان الهام..!

أشعر بالزهو كلما سجَّل بلد عربي السبق إلى فكرة ملهمة يقول لسان حالها: "نعم نستطيع.." وهذا ما يتكرر من دولة قطر في أوقات متقاربة من جموحها الرياضي.. *. ولن أُذكِّر بإبهار استضافة الدوحة لكأس العالم الأخير أو غيره من البطولات التي تكبر في العيون كلما دعا الحدث لتوفر شروط ومعايير جودة عملاقة، وإنما أتناول فكرة تؤكد أن العناوين الكبيرة الناجحة تقود إلى تفاصيل تخذل كون الشيطان في التفاصيل، والبركة دائما في الأخذ بمعايير الجودة والنجاح.. * وراء الاستهلال السابق خبر، ربما مر على قراء كثر مرور الكرام.. يقول الخبر الذي قرأته في أخيرة جريدة لوسيل قبل أيام إن أكاديمية أسباير انضمَّت إلى عضوية المنظمة الدولية للنزاهة في الرياضة "سيجا" بالتزامن مع "أسبوع النزاهة في الرياضة". * الانضمام في سياقه العام قد يكون عادياً في زمن تحظى فيه مفاهيم الحوكمة الجيدة.. والنزاهة المالية والرياضية باهتمام عالمي.. لكن الاهتمام به يزداد عندما يكون صادراً عن أكاديمية معنية بإرساء دعائم المستقبل كحاضن للناشئين والبراعم، حيث نكون هنا نؤسس لمفاهيم تركز على إحدى أهم القلاع الرياضية "أسباير". * تلك الخصوصية الأولى فما هي الخصوصية الأهم التي تفرض احترامك في معرض بحثك عن "سيجا".. الرمز والتفاصيل..؟ المنظمة الدولية للنزاهة الرياضية كما فهمت متأخراً هي في البدء صناعة عربية قطرية، تأسست في أبريل من العام 2016 وهو ما يبعث الفخر والاعتزاز.. * والآن.. تعالوا نركب سفينة الإبحار نحو قادم تنافسي عربي وعالمي يهتم أكثر بالمحافظة على القيم التنافسية الرياضية التي تضمن العدالة للجميع، بحيث تختفي تماماً جرائم التلاعب بالنتائج وسوء المعاملة والتحرش، حماية للمسابقات الرياضية بمختلف تسمياتها من عبث الظلم والقهر.. * إن وجود كيانات وطنية وإقليمية ودولية تحمي من الغش، وتؤكد على النزاهة والعدالة هو ضرورة تحمي المسابقات، وتحافظ على النفسيات، وتجعل الرياضي يبذل كل طاقته، منطلقاً من القناعة بالعدالة وغياب التلاعب، ووجود حماية من حالات الوقوع أو التهديد بغياب النزاهة التي يمكن أن يقضي على الرياضة في أهم خصائصها.. * وفي الذاكرة الجمعية للرياضيين على مستوى الأقطار العربية والعالم حكايات خداع وتلاعب، وتواطؤ واستخدام سيئ للوظيفة الرياضية العامة دفع الرياضيون ثمنه الباهظ من آمالهم وأعمارهم وتطلعات جماهيرهم العريضة.. * في بلدان عديدة حدثت حالات تواطؤ، واختلاس وتبديد وسرقة جهود استفاد منها ضعاف النفوس، مستغلين كل ضعف للرقابة وغياب التشريع الحاسم النافذ أو سوء تطبيقه إذا كان موجوداً، بل إن بؤر مراهنات والقمار تم ضبطها عالميا، ما يجعل النزاهة هي الأصل والغش هو الاستثناء ببركات الجهود المخلصة المتمردة على منظومات الفساد.. * وأما وقد صارت الرياضة سلعة اقتصادية رائجة وعملاقة فإن ذلك مدعاة لتوفير الكثير من صور المتابعة والضبط، وعدم إخفاء الحاجة المتجددة للتعاون، واستعراض تجارب البلدان مع رؤى وتصورات الحلول المستقبلية، واعتبار المواجهة شرطا لزرع ثقافة الفوز بشرف والكسب المادي والمعنوي أيضا بشرف..! * ولا يمكن للمنابر الإعلامية أن تنأى بنفسها عن الرصد، لأن الواجب المهني يفرض القيام بتحقيقات استقصائية تدعو للاهتمام بالآليات المتبعة في إجراءات الضبط، وتمنع المخاطر قبل وقوعها، وتوجيه الرسائل الداعية إلى المزيد من والتدابير الاحترازية.. والرَّدع..!