أُولمبياد اليابان.. وتبقى المخاوف..!

هل تُقام دورة طوكيو الأولمبية المؤجلة من العام الماضي في موعدها أم يؤجَّل المؤجَّل ويُرحَّل المُرحَّل..؟  السؤال مستمر في التحليق رغم انطلاق حملات أخذ لقاح التحصين بالتزامن مع تحول الكمامات الى موضة في أشكال وألوان ملفتة على وجوه الخاصة والعامة..  بلا ريب.. بلد مثل اليابان بقوة اقتصاده وتراكم خبراته البشرية التنظيمية وقدراته التقنية سيكون جاهزا لأكبر تجمع للألعاب الرياضية العالمية ولكن.. ليس جاهزا من تطارده جائحة كورونا من داخله، ومن الجهات الأصلية والفرعية لكوكب الأرض، حيث الأولمبياد ملتقى أحلام كل الرياضات الشهيرة في حدث رياضي هو الأوسع..  ما يُجدِّد المخاوفَ اليابانية والعالمية من تأجيل او الغاء الأولمبياد أن جائحة كورونا تتراقص بإيقاع متوازن ومتسارع مع الاستعدادات اليابانية، وأن الفيروس مايزال يخرج لسانه وسط احاديث عن قدرته على التحول والتجديد المراوغ.. هذا التَغوُّل الكوروني فتح بابا محليا لاستطلاع آراء اليابانيين، إقترابًا من المزاج الشعبي هناك تجاه الأولمبياد، من خلال تنظيم استطلاعات رأي أفضت جميعها الى احتلال خياري (التأجيل أوالإلغاء) صدارة النتائج كما هو حال النتيجة التي انتهى اليها استطلاع اجرته وكالة كيودو اليابانية افضى الى نتيجةٍ لا يلغي التوقف امامها التقليل الحكومي الياباني من دلالات نتائج استطلاعات رأي تقرأ المزاج، وتسدل الستار عن حجم المخاوف داخل اليابان وفي الأوساط الرياضية العالمية..خاصة وقد أجبرت هجمات كورونا منظمي الدوري الياباني لرياضة الرغبي على تأجيل انطلاقته..! حتى الآن لا أحد على ثقةٍ مما سيحدث بشأن الأولمبياد القادم..لأن القضية ليست بطولة في لعبة رياضية واحدة وإنما معترك بطولات، منها ما تعتمد ألعابه على الإلتحام الشديد والطويل الذي تتلاحق فيه انفاس اللاعبين اثناء العراك على الفوز، حد الالتصاق الأجساد ووقوع النصل على النصل والحافر على الحافر بما في الحال من المخاطره.. يُمكِن تَفهُّم إقامة منافسة في كرة القدم او كرة اليد مثلا كأن تقام المباريات بدون جمهور..لكن سيكون من المؤسف كثيرا اقامة الألعاب الأولمبية بدون جمهور.. ولن تتبدد الشكوك إلا وفقا للقاعدة القائلة: لايزول اليقين بالشك وإنما بيقين آخر، ومن هنا فللمخاوف مبرراتها.. تتفاوت نِسَب الإصابة ودرجات المواجهة لكوفيد 19 من بلد الى آخر..لكن العالم كله سيكون في اليابان.. البلد الذي يحرص على تسجيل استضافة محترمة ويترك ذكريات جميلة تتعدى ما هو رياضي الى تفاصيل انسانية واخلاقية تختزلها معاني شعلة اولمبية تنطلق على ايادي رياضيين عالميين ومحليين بصورة لا تفتقر لدلالات الأخوة في الانسانية.. إنَّها مخاوف الحديث عن اكبر تجمع رياضي في قرية اولمبية وأكبر احتشاد في ملاعب وفنادق ومطاعم وسياحة.. قد يقول قائل.. لماذا التهويل مادام التأجيل المحتمل ليس الغاء؟ والكلام صحيح لولا أن اقامة الدورة الأولمبية كل اربع سنوات يجعل من فرص تواجد لاعبين كُثر تواجدًا محدودًا، إمَّا لِلتغيُّر في اسماء اللاعبين من كل دولة داخل تشكيل البعثات تبعا لمتطلبات الأكثر كفاءة، أو لأمر يتعلق بالأعمار حيث إن مايتوفر من فرص المشاركة في مونديال كرة القدم مثلا لا يتوفر في الاولمبياد من حيث شرط السن.. إن بلدًا مثل الولايات المتحدة الأمريكية التي تدخل الأولمبياد وعينها على الصدارة ماتزال عالقة في شأن القضاء على كورونا، حتى ان ترامب وبايدن والحزبين الجمهوري والديموقراطي لم يتفقوا على شيئ كالإتفاق على ارتداء الكمامات.. العالم الرياضي في سباق بين العد التنازلي المتسارع نحو اولمبياد اليابان، وبين مشوار تلقيح يجب ان يطال كل الأجناس والأعراق..