حتى وقد غادرَنا (شهر الصوم) وانفض سامري (عيد الفطر) .. يبقى ما يستحق أن نقوله ونعيده من باب المراجعة بلسان حال حكمة (أن تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي) ولا بأس.. فكثيرًا ما يكون التأخير محمودًا على نحو السماح بأن نعيش سلبيات التجربة الخاطئة والحكم عليها في قادم الأيام.. تقول التجربة: إننا مانزال أسرَى عدم الأخذ بحكمة الصيام في جانب ترويض اجسادنا وإكسابها الشكل الصحي المناسب، حتى إن أوزان كثيرنا زادت بأغذية ليالي رمضان بذات تأثير حلويات العيد واسترخاؤه، وصباحات معايداته..! كثيرنا رياضي بمتابعة اثارة المنافسات من اجل البطولة على كوكب الأرض ولكن، قِلَّة مِنَّا سأل نفسه.. وماذا عن حلمي الرياضي الخاص..؟ وهل فعلا انعكس الصوم في صورة احراق للدهون وانخفاض الأوزان أم زادت الحلويات أجسادنا بِلَّة..؟ والدروس المستفادة تقول لنا بأنه مايزال بالإمكان أفضل مما كان.. والإمكان هنا هو تجديد ما انقطع من علاقتنا بالرياضة من اجل الصحة، وإعادة بناء ما تهدم بسبب عادة الجمع بين الأكل بلا حساب وبين الاسترخاء امام اغراءات شاشتي التليفزيون والسوشيال ميديا كسارقتين للوقت والصحة بإجماع فقهاء الطب والرياضة! وترتيبا لأفكار الدعوة للمراجعة، تعالوا نعترف أولاًّ بأن معظمنا يخطئ في حق جسده، غافلا حقيقة قول اهل النصيحة: من يتكبَّر ويهمل الرياضة في شبابه فإنها تسخر منه في شيخوخته وعجزه، وهذا ما لا يجب الوقوع فيه، حتى لا نستيقظ من عقود الاسترخاء مذعورين.. لم تُمسِك نفسَك عن وجبات وقزقزات ليالي رمضان وحلويات العيد..لا بأس ولكن.. لابد من المراجعة، وتسديد الفواتير بالمسارعة الى ممارسة الرياضة عن اخطاء شهر تراكمت فيه الدهون حول الاعضاء الحيوية للجسم فيما كان المفترض ان يكون الشهر الكريم موعدنا مع الحرق.. وفي التفاصيل لابد من ادراك ان الخمول ليس علامة صحة، فحتى كوكب الأرض يتحرَّك.. يدور ويلف بحساب، فيما يتجمد بعضنا في اماكنهم المفضلة بلاحدود.. وقانون الحلول يقول لنا بمنطق التجارب ونصائح الأطباء وأهل العلم: عدم ممارسة الرياضة مشكلة، فيما ممارسة الرياضة طريق إلى الصحة الجسدية والنفسية.. ومن جديد أين هو حلمك الخاص وأنت تزعم انتماءك الى عالم الرياضة الممتد من منافسات الدوريات المحلية والعالمية لكرة القدم الى سباقات الخيول والسيارات والالعاب البحرية وحتى منافسات تقطيع الأخشاب وكل مظاهر النشاط الرياضي الانساني الجامح..؟ شخصيا التحقت منذ عام بفريق رياضي في صنعاء يمارس نشاطه بعد فجر كل يوم.. والجميل في المجموعة التي اسميناها (أحسن فريق) أن الفريق يضم كل الأعمار، ويعتمد تمارين منخفضة الشدة لكنها تصل في فوائدها الى جميع نقاط الجسم.. وحتى فجر أول ايام العيد لم تتوقف هذه العادة بقدر ما واجهَت تحدي اعتبار المناسبات والإجازات موعدا مع المزيد من بيات الشتاء وخمول الصيف.. مهم جِدًّا تجديد علاقتنا بالرياضة من موقع ادراك أن الصحة رزقٌ لا يقتصر على نجوم المنافسات..وأنَّ على كل منشغل بالمتابعة الرياضية للمنافسات الساخنة ان يسأل نفسه.. انا اتابع منافسات الفرق والنجوم ولكن.. اين هو حلمي الرياضي الخاص؟