منذ ان دخلت في عالم التواصل الاجتماعي وقبله مجال الاعلام التقليدي، وقارنت بين التأثير الفعلي بين التقليدي والحديث، وجدت مدى قوة التأثير التي تتميز بها مواقع التواصل دون غيرها من وسائل الاعلام سواء المقروءة او المسموعة او المشاهدة.
وعلى مر السنوات تكونت لدي قناعة من واقع ما أراه وأتابعه وأشارك فيه احياناً قوة سلطة تغريدات تويتر بالاخص في كشف الحقائق او تزييفها امام متابعي العالم الافتراضي.
فكم من معلومة وصلت وتم تداولها وجالت العالم قبل ان يبثها الاعلام التقليدي.
بالمقابل كم من معلومة زائفة جالت وصدقها البعض وهي من مصادر غير موثوقة.
أين المرجع؟
المرجع هو عقلك وفهمك وتأنيك في تصديق او انكار ما يصل اليك.
تويتر اليوم اصبح المنبر الحر لكل من لديه فكرة او ملاحظة او انتقاد او شكر او كشف حقائق او مستندات او تشكيك في اداء الجهات او الاشخاص.
اصبح اليوم يحاسب ويحدد المسار ويغير لوائح وقرارات وتوصيات لأنه يعبر عن نبض الشارع مباشرة.
والسبب ان المغرد يغرد من ارض الواقع الذي يعيشه ويشعر به سواء بالانصاف او الظلم، فينقل ذلك ويعبر عنه عبر تغريدة قد تفتح المجال لكشف ابعاد كثيرة ربما غابت عن متخذ القرار.
وصف البعض تويتر بأنه برلمان اوسع واشمل لا يخضع للوائح وقوانين رسمية بل قوانين ذاتية واضحة احياناً ومبهمة احياناً كثيرة في طرح القضايا والمواضيع المختلفة التي تلامس المغرد مباشرة او سمع عنها وينقلها لأصحاب القرار.
والسؤال المطروح هنا:
هل نحن بحاجة اليوم إلى برلمان تويتر ام نكتفي ببرلمانات الحكومات؟
ارى في وجهة نظري: نحن بحاجة اليوم إلى هذا وذاك بلا تردد.
هذا سيناقش ما يتم الاتفاق عليه في وقت معلوم وفق جدول محدد.
وذاك سيناقش ما يعجز البرلمان عن طرحه وتداوله في اي وقت ليصل مباشرة لولي الامر دون وسيط.
العالم تطور
والافكار ارتقت
والتوجهات اختلفت
والشعوب تفتحت
والاعلام الموجه انحسر
والاعلام الحديث تطور
ولا بد ان نأخذ ذلك في الحسبان
وباقي كلمة..
اما ان نعاصر ونتفهم الوضع الحالي والتحديات المتوقعة
أو أن نبقى تحت قبة البرلمانات نسمع النتائج.