تشير كافة الدراسات والتقارير العالمية وفى مقدمتها تقرير منظمة الأمم المتحده للتجارة«الاونكتاد» في شأن الاستثمار العالمي في 2017 والذي يرصد نشاط الأعمال الدولي في عدد كبير من المجالات إلى زيادة الاستثمار الأجنبي المباشر العالمي في هذا العام بنسبة 5% ليصل إلى 1,8 تريليون دولار، بعد تراجعه في العام الماضي بنحو 2% وبلوغه 1,75 تريليون دولار... وأرجعت هذه التقارير تفاؤلها بعام 2017 لارتفاع معدلات النمو الاقتصادى في غالبية المناطق الاقتصادية، والى عودة النمو في قطاع التجارة الخارجية وانتعاش أرباح الشركات.
وأكدت هذه الدراسات والتقارير كذلك على استمرارية ارتفاع الاستثمارات العالمية المباشرة في عام 2018 لتصل إلى نحو 1,85 تريليون دولار، وإن لم تصل إلى مستوى الذروة القياسي الذي تحقق في عام 2007 والذي بلغت تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر فيه نحو 1,9 تريليون دولار.
وتشير الاتجاهات المستقبلية إلى احتلال الولايات المتحدة الأمريكية والصين لصدارة الوجهات المرتقبة لتدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر، حيث أظهرت نتائج أحدث استطلاعات الرأي التي قامت بها «اونكتاد»للمسؤولين التنفيذيين بعددً من مؤسسات الأعمال عن ثقتهم بأداء الاقتصاد الأمريكي والاقتصادات الناشئة والنامية في آسيا، بالإضافة إلى إيجابية تدفقات الاستثمار الأجنبي بمعظم المناطق الأخرى باستثناء بعض دول أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي.
وأوضحت التقارير أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت بمثابة أكبر مٌستقبل للاستثمارات الأجنبية المباشرة في العام الماضي، وأنها استطاعت جذب تدفقات واردة قدرها 391 مليار دولار بزيادة قدرها 12% عما تلقته في عام 2015، وحلت بريطانيا في المرتبة الثانية (استثنائيا) باستثمارات بلغت 254 مليار دولار في حين كانت في المرتبة الرابعة عشر في عام 2015 وذلك بفضل الصفقات الضخمة المتعلقة بعمليات الدمج والتملك العابرة للحدود المترتبة على انخفاض قيمة الجنيه الاسترلينى.
هذا وقد احتلت الصين في العام الماضي المرتبة الثانية في ترتيب الدول المتلقية للاستثمارات بقيمة بلغت 134 مليار دولار بانخفاض 1% عن استثمارات عام 2015... كما انخفضت الاستثمارات الواردة إلى سنغافورة بنحو 13% لتبلغ 62مليار دولار وإن ظلت متصدرة لقائمة الدول المتلقية للاستثمار في منطقة «الآسيان»...
بينما ثبتت التدفقات الاستثمارية الواردة للهند عند مستوى 44 مليار دولار وإن اتسمت عمليات التملك عبر الحدود بأهمية متزايدة لتمكين الشركات الأجنبية متعددة الجنسيات من الدخول إلى السوق الهندية المتنامية بسرعة، وإن كانت تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر الواردة إلى الدول الآسيوية النامية (بشكل عام) قد تقلصت بنسبة 15% لتبلغ في العام الماضي نحو 443 مليار دولار. وفيما يتعلق بأكبر الدول المستثمرة خارج حدودها فقد احتفظت الولايات المتحدة الأمريكية بمكانتها كأكبر مستثمر في الخارج باستثمارات بلغت 299 مليار دولار، وقد بلغت الاستثمارات الخارجية لإجمالي الدول الناشئة والنامية 383 مليار دولار، وذلك على الرغم من ارتفاع التدفقات الخارجية للصين والتي احتلت المركز الثاني في قائمة أكبر الدول المستثمرة في العالم.. كما أشار تقرير الاستثمار العالمي 2017 إلى تخطي الاستثمارات الأجنبية المباشرة لدول مجموعة العشرين مجتمعه التريليون دولار وذلك لأول مره في تاريخها.
