نسي الناس الحرب والاحتباسات والأزمات السياسية والمعيشية في اليمن، لتتصدر مشاركة المنتخب اليمني في خليجي 25 بالبصرة أحاديث الشارع وتناولات وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي. والسبب أن هذا المنتخب كرر ذات إسطوانة مغادرة الدورة من الباب الواسع.. مجدّداً حضوره التاريخي البائس منذ أول مشاركة له في خليجي 16في الكويت عام 2003. * ولأن دورة الخليج هي بطولة إعلامية بامتياز، بصرف النظر عن المستويات والنتائج، كان مستفزّاً أن يبدأ مدرب منتخب اليمن التشيكي ميروسلاف سكوب تصريحاته قبل مباراة اليمن والسعودية بوصف المنتخب اليمني الذي يدربه بأنه أشبه بالتكتوك الذي يسابق المرسيدس رغم أن كلا المنتخبين اليمني والسعودي غادرا البطولة من دورها الأول. * والملاحظ أن المستوى الذي قدمه المنتخب اليمني أمام العماني رغم خسارته 3/2 في مباراة ماطرة واحلة عزَّز عند مشجعيه أمل الخروج بنتيجة مشرفة أمام المنتخب العراقي، لكنه سقط بخمسة أهداف دون رد، ليكون ذلك مدعاة للنبش في تاريخ كروي مزعج لا يتناسب بأي حال مع ما يتمتع به اللاعب اليمني من الموهبة. * تاريخيا.. لم يتمكن المنتخب اليمني من إحراز أي فوز خلال عشر مشاركات واكتفى ببعض التعادلات التي جعلته يحرز لقب منتخب «أبو نقطة» ليكون توصيف التكتوك الذي جاء على لسان مدربه ميروسلاف سكوب القشة التي أثارت حفيظة إعلاميين يمنيين وخليجيين رأوا في الوصف بأنه وصف مخجل من مدرب من أبجديات مهمته ودوره أن يشحذ همم لاعبيه، ويرفع معنوياتهم، لا أن يوزّع كبسولات الإحباط ويكسر مجاديفهم بخفة وتهريج على النحو الذي أثار السخط، حتى أن هناك من طالب بإقالته وإخراجه من التكتوك. * ومما زاد طين المشاركة السيئة بللاً أن المدرب الذي قبل بالمهمة بمعسكر سندويتشي مع أندية درجة ثانية وثالثة في مصر قام بمجرد إشرافه على الهزيمة الخماسية أمام منتخب العراق بتوديع لاعبيه، معلناً أنه سيعود إلى بلاده، ولن يعود للإشراف على المنتخب إلا في معسكر يسبق حلول استحقاق المشاركة اليمنية في غرب آسيا التي تستضيفها الإمارات في الفترة من 20 مارس وحتى 2 أبريل القادمين.. ومعروف أن المدرب نفسه كان تحدث عن معسكر مشابه في الإمارات قبل خليجي البصرة وهو ما لم يحدث بسبب فشل تنسيق الاتحاد وتكراره عدم مراعاة أجندة الأندية والمنتخبات من وقت مبكر. * مشاركة اليمن في خليجي 25 تمت بلاعبين محترفين خارج اليمن وأبناء مهاجرين في الولايات المتحدة الأمريكية، لكن ما أثار استغراب معلقين وضيوف استوديوهات التحليل أن عددا من اللاعبين شاركوا مع المنتخب اليمني رغم أنهم لم يخوضوا مباراة دولية واحدة. * وأكبر تحد يواجه الكرة اليمنية هو عدم وجود دوري على ذمة الأوضاع العامة رغم أنه ليس من مانع لدى جميع أطراف الصراع لتحركات ونشاط الرياضيين تحديداً، ومعروف أن المنتخب الجيد هو أيضا حصيلة منافسات محلية جيدة لأي بلد، فضلاً عن فرص الاحتراف الكافية.. أما إذا لم يكن معسكر الإعداد مناسبا- زمناً.. ومباريات ودية تجريبية- فإن الأمر سيجعل من مباريات المنافسة الرسمية هي التجريبية بما يترتب على ذلك من القصور البدني والمهاري والتكتيكي كما حصل من لاعبين وحراس مرمى ظهر عليهم، إما التعب أو عدم التركيز، ما أفشل مهمة المنتخب اليمني في البحث عن فوزه الأول على مدار عشرين سنة هي زمن مشاركته في دورة الخليج..!