الطاقة الخضراء

تشير توقعات وحدة بيانات وكالة «بلومبرج» لتمويل الطاقة المتجددة إلى وجود انخفاض كبير في تكلفة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح مقارنة بالتكلفة الباهظة التي كانت عليها في الماضي، وهو الأمر الذي ساعد على انتشارها بسرعة أكبر مما كان متوقعاً، كما أشارت الوكالة كذلك إلى أنه بحلول عام 2040 ستشكل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح ما يقرب من 50% من إجمالي مصادر توليد الكهرباء على مستوى العالم بدلاً من 12% في الوقت الراهن. وأكدت «بلومبرج» في تقريرها أنه بحلول عام 2021 ستنافس تكلفة الكهرباء المستخرجة من الطاقة الشمسية نظيرتها المستخرجة من الفحم في العديد من دول العالم وبصفة خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا، بما يعني ترسيخ الطاقة الخضراء بسرعة أكبر عما كان يتوقعه الكثيرون، وما سوف يترتب على ذلك من انخفاض معدل التلوث العالمي المنبعث من ثاني أكسيد الكربون الناتج عن الوقود الأحفوري بعد عام 2025. كما أشار تقرير الوكالة الأمريكية إلى نمو وتعاظم سوق الطاقة المتجددة من شمس ورياح في عدد مهم من الدول وفي المقدمة منها الصين والهند اللتان من المتوقع استحواذهما بمفردهما على 39% من إجمالي استثمارات توليد الطاقة المتجددة في عام 2040، مستفيدين من ذلك التراجع الكبير في تكلفة تكنولوجيا هذه الطاقة المتجددة، حيث من المتوقع انخفاض تكلفة مزارع الرياح البحرية بنسبة 71%.. كما سيتم استثمار أكثر من 250 مليار دولار في تطوير بطاريات الليثيوم أيون، مما سيجعل من أجهزة تخزين الطاقة وسيلة عملية للحفاظ على شبكات الكهرباء بكفاءة عالية. وفيما يوكد خبراء «بلومبرج» على انخفاض تكلفة الكهرباء المستخرجة من الألواح الكهروضوئية بنحو 26% عن تكلفتها في عام 2010، وانخفاض تكلفتها من طاقة الرياح البرية خلال نفس الفترة بنحو 31%.. فإنهم يتوقعون انخفاض تكلفة الطاقة الشمسية بحلول عام 2040 بأكثر من 66%، وانخفاض تكلفة طاقة الرياح بحوالي 48% خلال نفس الفترة. بما يؤكد تخلي كل من الصين والهند عن محطات استخراج الكهرباء من الفحم والاعتماد على الطاقة الشمسية في توفير الكهرباء، حيث التكلفة الأرخص والأنظف وذلك بدءاً من عام 2020. وأشار تقرير الوكالة إلى أن أكثر المتضررين من انتشار الطاقة المتجددة هو الفحم، إذ سيتم الاستغناء عن 369 جيجا وات من الكهرباء المستخرجة منه في كل من ألمانيا وفرنسا والبرازيل، بالإضافة إلى توقع تراجع إنتاج الفحم في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2040 إلى نحو 50% من الكمية المنتجة حالياً.. كما ستنخفض الكمية المنتجة من الفحم في أوروبا بنحو 87% اعتباراً من عام 2026 توافقاً مع وعودها التي قطعتها على نفسها حين وقعت على اتفاق باريس بشأن تغير المناخ. هذا وقد أكدت أحدث دراسات مركز الطاقة العالمي على نمو تكنولوجيا الطاقة المتجددة منخفضة التكلفة والانبعاثات سوف تعني قدرة عالمية أكبر على معالجة التلوث بشكل أسرع لضمان توفير طاقة نظيفة تكفي لخفض درجات الحرارة خلال الخمسين عاماً القادمة، وتنبأت الدراسة أيضاً بأن إنتاج الطاقة المتجددة في عام 2040 سيبلغ 34% من إجمالي الطاقة المولدة عالمياً مقارنة بنحو 5% فقط في الوقت الراهن.