في رحلتي إلى تايلاند، كانت خطوط الطيران القطري خياري الأفضل، لعدة أسباب، منها: أن سعر التذكرة من مسقط إلى بانكوك قيمتها "235" ريالا عمانيا، في مقابل أكثر من "350" ريالا لتذكرة الطيران العماني، وهي ميزة تناسب قدراتي المالية وموازنتي المخصصة لهذه الرحلة، ونجحت الشركة في تجديد وتحديث طائراتها واستبدال معظمها بالأحدث والأكثر سعة ورحابة وتطورا، والطائرة التي سوف تقلنا إلى تايلند الوحش من نوع" A380" ذات الطابقين التي تستوعب ما يقارب الـ 500 راكب، وأخيرا لكونها تقدم لي فرصة التجول - خلال فترة الترانزيت - في ساحات ومحلات وعلامات السوق الحرة ومرافق وقاعات مطار "حمد الدولي"، الذي يعد واحدا من أضخم وأجمل مطارات العالم وأكثرها نجاحا وحصدا للجوائز، وقد رصدت في أكثر من مقال نشرتها "لوسيل" إمكانات وقدرات وتفرد هذا المطار التحفة. كانت الأبراج والبنايات العالية التي تعانق الغمام، والصروح والمراكز والمجمعات الحديثة التجارية والعلمية والخدمية، والمنشآت والملاعب المخصصة لكأس العالم، والحدائق والملاهي... تتلألأ مزدانة مختالة وتقدم الدوحة كواحدة من أجمل مدن العالم، التي يقبل عليها السياح والزوار من وجهات ومناطق ولأغراض وأهداف ومقاصد شتى، المشاهد المثيرة للإعجاب والذهول حفزت ركاب الطائرة وهي تهبط تدريجيا نحو المدرج المخصص، لالتقاط الصور ومقاطع الفيديو والاستمتاع بالمناظر الفريدة والفاتنة في لحظات لا تنسى. مطار "حمد الدولي" شعلة من النشاط والحركة، والاستعداد والإعداد لاستقبال المنظمين والإداريين وكبار المسؤولين واللاعبين والمشجعين والمشاركين... في "مونديال قطر 2022"، والازدحام يكاد يملأ مرافقه وقاعاته ومطاعمه ومقاهيه وممراته الواسعة والضخمة والطويلة التي تجبرنا على استخدام المسارات الكهربائية كلما عانت أنفاسنا من الإرهاق والتعب، فالدوحة تحقق نجاحات وتميزا متفردا في المنطقة في مختلف المجالات والقطاعات والحقول جعلت منها نموذجا للتقدم والنمو والازدهار. "بانكوك" التي نزلنا في مطارها عصرا، استعادت نشاطها السابق، التجاري والسياحي وحركة السفر، بعد تحررها من قيود وإجراءات "كوفيد 19"، وما صحبها من إغلاقات واحترازات استمرت لأكثر من سنتين، فالشوارع والأسواق والمعالم والمواقع السياحية مكتظة بالمتسوقين والزائرين والمركبات لا تكاد تتحرك في الأماكن التي تشهد اختناقات مرورية، ولا غرو أن تحقق تايلاند مؤشرات عالية ونجاحات تنافس أكثر الدول تقدما في قطاعات السفر والسياحة، فهي من البلدان القليلة جدا التي تقدم حزمة متكاملة من الخدمات والتسهيلات والمميزات والمغريات الواسعة التي تلبي أذواق واحتياجات ومتطلبات القادمين إليها من أنحاء مناطق وقارات العالم، السياحة العلاجية والتسويقية والترفيهية والبيئية والبحرية وغيرها الكثير، فتايلاند تتفرد بالشواطئ الطويلة والخلابة، والفنادق والمنتجعات والشاليهات الفخمة التي تتسم بالبذخ والرفاه، والجزر الساحرة والأسواق المتنوعة، والأسعار المتوافقة مع قدرات السائح، والمستشفيات الحديثة التي تم الاستثمار فيها بنجاح عززت ثقة المرضى فيها... وهي من الدول التي شهدت نموا اقتصاديا وتعليميا متسارعا وحداثة ومتانة في البنية التحتية والتصنيع، جعلت منها منافسا حقيقيا في المنطقة صنفتها ضمن مجموعة "أشبال النمور الآسيوية"، فالمشاهد والصور في المدن التايلاندية والملامح العامة في كل مفصل من مفاصل الحياة والمواقف التي تصادفنا تدعو إلى الإعجاب والإدهاش وتقدم تايلاند كواحدة من الدول التي تستحق الاستفادة من تجاربها الناجحة بامتياز. "يتبع".