حجزنا مقاعدنا على شركة الطيران القطري مبكرا لنضمن سعرا مناسبا ومقاعد متوفرة لنا جميعا أصدقاء السفر، ولأن أساطيلها تقلع مباشرة إلى باكو وتبليسي ومئات البلدان والمدن في عالمنا الفسيح عبر مطار حمد - واجهة المدينة العصرية الساحرة الدوحة - وهو ما لا يتوفر في العديد من شركات الطيران الأخرى، ولأن القطرية بنت لنفسها مجدا تليدا من السمعة الحسنة والنجاحات المتتالية والاطراء الذي يعبر عنه المسافرون في طائراتها الذين يجوبون العالم شرقه وغربه . مطار مسقط الدولي، التحفة المعمارية الفريدة الذي يتوسط محافظة مسقط ويعد اليوم واحدا من أبرز انجازات نهضتها الحديثة وبوابة السلطنة الفسيحة والعصرية على العالم، والذي طالما انتظرنا بفارغ الصبر بدء العمل فيه وكتبنا وقلنا الكثير عن بطء الانجاز في هياكله وتأخره لسنوات عن الموعد المقرر لافتتاحه، وانتظرنا هذه اللحظة بفارغ الصبر وبلهفة وشوق، ها هو أخيرا يفتح أحضانه الدافئة المرحبة بالقادمين إلى عمان من أبنائها والعاملين والزائرين والسياح ويودعهم بأمل اللقاء المتجدد . حركة المسافرين والقادمين نشطة، طوابير من البشر الذي تتنوع سحناتهم وملامحهم وثقافاتهم وملابسهم ينتمون إلى دول وشعوب وعرقيات من أمريكا وآسيا وأوروبا وأفريقيا، معبرين عن قيم العولمة وعمق التواصل وحجم التقدم الذي يشهده العالم في شبكات النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، مئات الحقائب والأوعية والصناديق بين قادمة ومغادرة مع أصحابها، تصميم معماري جميل يقدم للعالم حضارة عمان ومنجزاتها التاريخية الضاربة جذورها في أعماق الزمن وأصالة وقيم وثقافة شعبها العريق ويؤكد على جهود السلطنة في تشجيع السياحة وتنمية الموارد وتطوير البنية التحتية.. مرافق متعددة تخدم المسافرين قاعات رحبة ومريحة، كراسي وكنبات وثيرة، مطاعم ومقاهي ومحلات وعلامات تجارية توفر للمسافر كل ما يحتاجه ويسعده في السوق الحرة، لوحات جمالية منتقاة بعناية تقدم تراث وتاريخ وثقافة وطبيعة عمان للعالم. نتطلع أن يصبح هذا المطار - المفخرة - واحدا من أهم مطارات العالم نشاطا وحيوية وألقا واستقطابا للزوار والسياح ورجال الأعمال وأن يجعل من السلطنة مركزا تجاريا واقتصاديا هاما وأن يبدع المشرفون عليه في التواصل مع مختلف الجهات والمراكز والمؤسسات المتخصصة والفاعلة بما يضمن تحقيق هذا الإنجاز الكبير لغاياته الاقتصادية والثقافية والخدمية وبأن يحقق عوائد مالية مرضية للخزانة العامة للدولة. في حدود الساعة استغرقتها الرحلة من مطار مسقط الدولي الذي غادرنا أجواءه باتجاه الدوحة، إلى مطار حمد الدولي الذي يستقبلنا بحفاوة وحرارة الاخوة القطريين في أخلاقهم الرفيعة وكرمهم اللافت والمدهش، وروحهم المرحة الطيبة، الذين نكن لهم مشاعر الحب والاحترام والتقدير، وبين المطارين قواسم وروابط مشتركة عديدة سوف يعمقها ويعززها المستقبل أكثر فأكثر، واجهتهما الحضارية المعبرة عن التاريخ المجيد والثقافة الاسلامية الانسانية المنفتحة على العالم - انتمائهما إلى العصرنة والحداثة والتقدم والفخامة وتأكيدهما على جهود القيادتين العمانية والقطرية في تحقيق التطور الشامل والازدهار وتوفير مقومات وأسباب النهضة الاقتصادية خاصة والاستفادة من دروس انهيارات أسعار النفط - دورهما الرئيسي في تعميق التعاون الاقتصادي وارتفاع حجم التبادل التجاري والتنسيق بين ادارتيهما في مختلف المجالات بما في ذلك العمل على جذب السياح وتبادل المعلومات والخبرات وتوسيع حركة التواصل بين الشعبين العماني والقطري وهي غاية الغايات - إنهما يقدمان مسقط والدوحة إلى العالم الخارجي بلدانه وشعوبه وثقافاته ويعرفانه بتاريخ وعراقة وقيم الشعبين الشقيقين وما يجمعهما من قواسم مشتركة وما تشهده كل من عمان وقطر من نهضة شاملة .(يتبع) .