ليس هناك أجمل من حلم عربي عالمي يتحوّل إلى حقيقة ملموسة. وأجمل الأحلام التي لمعت وتحققت فأبهرت، هو حلم النجم القطري علي العبيدلي في الفوز ببطولة العالم للسنوكر، وفي هذه المنافسة تفوق العبيدلي على نفسه وعلى خصومه، محرزاً اللقب العالمي كإنجاز قطري وعربي غير مسبوق في هذه الرياضة. * جاءت البطولة بعد تألق نجم قطر الذهبي في جميع أدوار البطولة، وحسمه نتيجة النهائي المثير أمام لاعب هونغ كونغ "تشيونغ كاواي" في بطولة هي الأجمل كما وصفها تشيونغ رغم خسارته، منطلقاً من كون البطولة جمعت أبرز المصنفين عالميا، في أجواء من الكفاءة الفنية والتنظيمية المعهودة. * إن أهمية إحراز أي بطولة عالمية تزداد من فهم البطل ومحبيه وبلده لحقيقة أن العالمية شهادة بأنك أكثر نجوم جيلك موهبة، وأنك تجاوزت في شهرتك أبطال البلد والقارة والعالم. ولابد أنك كنت في المنافسة صاحب اليد الطولى والكعب العالي بكل الحسابات. * ومن يقرأ المزاج الشخصي للبطل العالمي وجمهوره سيرى الإجماع على أن العبيدلي ولد مرة ثانية بإحرازه هذا اللقب، ولم لا وقد سطعت شمسه بهالة عظيمة من الذهب رسم بها مساراً جديدا لمستقبل بمواصفات تحمل نفس الإشراق وذات السحر. * وعندما يكون الإنجاز بحجم بطل العالم يكون بمقدورك سواء كنت حاضرا للمنافسة أوغائبا أن تثني بلا حدود. لأنك أمام بطل للعالم، وأمام نجم هو الأفضل حتى إشعار آخر. * قد يتساءل أحدنا.. من الرياضي الأعظم؟ أو كيف يمكن لنجم في لعبة من الألعاب الرياضية أن يتخطَّى الجميع ويحرز بطولة العالم في رياضة فردية تحديداً؟. * في يقيني أن الأمر لا يتحقق بالصدفة وضربات الحظ وما تيسر من دعاء الوالدين. لأن لتفاصيل الحياة والتنافس البشري قوانينها الصارم خاصة عندما تنافس أقراناً لا يقلون بنية جسدية ولا مهارة ولا طموحا عنك. * وهنا أجزم في الاعتقاد أن النجم العالمي العبيدلي التفت إلى قلبه، وإلى حدسه الداخلي وهو يستعد، ثم وهو ينافس ويتخطى مراحل تستحضر رائعة الشاعر اليمني مطهر الإرياني "يا قافلة عاد المراحل طوال" لكن النجم العالمي مضي بقافلته، بثقة دونما التفاته لِعُبّوس ليل أو تحديات نهار. * من يتطلع لأن يصير بطلاً للعالم ويعتلي عرش النجومية المطلقة في بطولة تنافس على ذهبها 75 لاعباً من فئة اللعب الفردي لابد أن يتحلى بالإرادة. الشجاعة، الاحساس، وبالوعي وهو يختار مسار حياة تنافسية تبدأ بفكرة وتفضي إلى التربع على القمة، ويصح معه القول "من يصعد إلى الجبل أولاً يجلس حيث يشاء". * إن أول ما يتبادر إلى ذهنك وأنت تشارك بطلاً عالمياً فرحته هو السؤال: كيف كانت حظوظك وأنت تقترب من اللقب وتخوض المباراة النهائية، ولا أظنه إلا سيقول: إنه الحذر.. الخوف.. القلق الإنساني الذي سرعان ما يتبدد تحت إرادة الأمل.. الرغبة. والطموح، وهو ما يحتاج إلى ضبط المزاج الشخصي العام واستعداد أقصى درجات الثبات الانفعالي. * مبارك للبطل علي العبيدلي بطولة العالم في فردي السنوكر. وهنيئا له ثمار تلك الطاقة الحيوية المدفوعة باستعداد بدني وفني لافت، ومكنزمات الشَغَف في تحقيق إنجاز قطري وعربي غير مسبوق.