..شماتة عابرة للقارات..!

كنت أظن  بأن اشتعال نار  التنافس في موقعةٍ كروية طرفها ريال مدريد أو برشلونة هو مدعاة لبروز الكثير من المباريات  الكلامية بين مشجعي وناشطي  الناديين  قبل المواجهات وأثناءها وبعدها.. *  ولعل بعضكم  تصوَّر  بأن أوار الجدل سيرتبط بالفترة الزمنية  التي تواجد فيها ليونيل ميسي في برشلونة وكرستيانو رونالدو في الريال..  لكن النجمين الكبيرين غادرا الليغا إلى أندية أخرى ولم تغادر  الحُمَّى ولا السهر ..وهيهات..      * ومبعث الاستغراب مما يحدث عند أمثالي هو إنتمائنا إلى زمن قديم كان التنافس النادوي فيه عابراً للقرى والمدن والحارات داخل كل بلد والاعتقاد بأن التنافس لن يتطور إلى صراع يتجاوز الحارات إلى القارات  عابثاً بقلوب  شباب وشيوخ، يكيل التهم، ويفتح الأسماع لكل سقطة وكل فضيحة..     * صار ميسي في باريس سان جرمان وانتهى المطاف برونالدو في السعودية ولكن بقيت شظايا تأثيرهما  تحيط بمشجعين وناشطين عرب كُثر وكأننا أمام ارتادات زلزالية غابت عن ضحاياها المساعدات.. ولا غرابة في  الشغف الكروي وحمى "الدربيات" والارتباط الانفعالي بالنجوم والأندية على نحو الظاهرة التنافسية "ميسي.. رونالدو" *  ودائما تتجدد حقيقة أن ماهو عابر للحارات والقارات يتواصل فيتجاوز الملعب إلى تفاصيل لاتقف عند حد أو زمن، وهو ما اشتعل لهيبه الجماهيري  عند أول تلويح بأن المدعي العام في مدينة برشلونة سيفتح تحقيقا في قضية خوسيه ماريا نائب رئيس لجنة الحكام السابق بشأن علاقته المشبوهة بنادي برشلونه  وماتردد عن تلقي شركته لأموال خلال سنوات سابقة بغرض تقديم تسهيلات تحكيمية ولعدة سنوات بما في ذلك من مساعي توريط برشلونة واتهامه  بالاحتيال الرياضي وإفساد ذمم الحكام تحت  عنوان فساد رياضي بين النادي الكتلوني الأشهر وشركة نيجريرا..  *  ومن شأن هذه الشكوى أن تقود إلى مآلات خطيرة تتضمن طلب رؤساء برشلونه سابقين  للإدلاء بشهاداتهم..ومن يدري..؟ قد يتحول الاستدعاء للشهادة إلى تهم خطيرة  تتوالي بعدها العقوبات والشماتة عاصفة..!    *وحتى الآن فإن إثبات ثلاثة تحويلات إلى شركة نائب رئيس لجنة الحكام السابق ، والضغط الاعلامي المرافق في زمن تعالت فيه اصوات الباحثين عن التنافس الرياضي الشريف وإعلاء قيم النزاهة من شأنه مضاعفة الضغوط القضائية.. * ومن غير المعروف إذا ماكان برشلونه سيبرِّئ ساحته من هذه التهم بتأكيده أن وصول تلك الأموال إلى خزينة شركة لها علاقة بالتحكيم  لم تكن على سبيل الرشوة وشراء الذمم وإنما من اجل حقوق تأمين محاضرات توعوية من قبل حكام سابقين تساعد على  اكتساب برشلونة خبرات يسهل بها تقييم الحكام ورصد انفعالاتهم للتعامل معهم مستقبلا  وفق ماهو مناسب داخل جولات التنافس.. *  إدارة برشلونة تنفي التورط وترى في الذي حدث مجرد خدمات استشارية تقدمها شركة متخصصة للنادي، وأن الحصول على خدمات استشارية طمعا في اكتمال عناصر الفوز في الملاعب ليس سابقة برشلونية وأن مثل هذه الاستشارات تقدم لأندية اوروبية عديدة..  * وإذا كان الثابت أن القضاء سيأخذ مجراه حول هذه التهم فإن معركة  بدأت بين محبي وخصوم برشلونة..!  طرف يؤكد أن من يفوز بالتحكيم والحكام هو الآخر المنافس  ، وطرف يشكك في كل بطولات برشلونة وينتظر أن يقع في ماوقع فيه يوفنتوس الإيطالي حتى والفريق  الكتلوني معروف بقوة بأسه وجماليات عطائه، وعلو كعبه..  * الخصوم يتمنون سحب لقب الليغا 2016 و2018.. والمحبون ينتظرون البراءة..ولسان حالهم:   إذا كان ولابد، لتكن مجرد قرصة أذن خفيفة ، تدفع ادارة برشلونة للحرص والسعي إلى الفوز بالبطولات على المضمون.. وعبر طرق لا تمر من مكتب المدعي القضائي العام..!