alsharq

خالد علي -مصر

عدد المقالات 1

د. هدى النعيمي 26 أكتوبر 2025
صدى روايات خالد حسيني.. تردده الأجيال
هند المهندي 26 أكتوبر 2025
ريادة قطرية في دبلوماسية السلام
سعد عبد الله الخرجي - المدير التنفيذي لمركز قطر للتطوير المهني 27 أكتوبر 2025
خطاب يرسم خريطة طريق

انتهت الرحلة.. ولم ينته الحلم

12 فبراير 2024 , 02:25ص

في التاسع من سبتمبر 2022، وطأت قدماي أرض الدوحة للمرة الأولى، وكنت أتوقعها الأخيرة، فلم تكن لدي خطط للعودة، أو في عقلي أفكار للرجوع، جئت قاصدًا لوسيل في السوبر الذي حمل اسمه بين الزمالك المصري والهلال السعودي، وشاء القدر أن أودّعها في زيارتي الثالثة من قلب لوسيل الأيقوني. الحقيقة أن للدوحة سرا عجيبا، لا تعرفه إلا بعد زيارات عِدة، وابتسمت لي أيامي عندما فُزت بعودة ثانية وثالثة، قاصدًا كأس العالم التاريخية ثم كأس آسيا الأيقونية، وبينهما حنين وذكريات، أفكار عن سرها وسر جاذبيتها، وهذه المرة تيقنت أن السر في الرحلة، السر في شعبها وأهلها، السر في موروث الكرم، السر في طبع البشر هنا، الطيبة والنقاء والصفاء، السر في المقيمين بها الذين تلونوا بلونها الزاهي المُريح للعين والقلب. تشرفت بأن كنت مُختارًا من العزيزة الغرّاء «العرب»، لنقل تفاصيل كأس آسيا إلى جمهورها، على مدار 30 يومًا، شهدت أحداثًا وتفاصيل زادتني فخرًا كوني عربيا، تلتصق هويتي بهوية ذلك البلد، رأيت احترافية وتنظيما يفوق الخيال ولا يقل عن تنظيم المونديال، في كل حوار صحفي أتعمد توجيه الأسئلة لكافة المصادر عن رأيهم في التنظيم، وكانت تأتيني الإجابة سريعا من ملامح الوجه الذي يشع إبهارًا ونظرات العيون التي تنثر إعجابًا. اليوم.. هو اليوم الذي كنت أخشاه، ليلة نهاية الرحلة، فالدوحة إن فرحت بمغادرتها لملاقاة أهلك الغائب عنهم منذ فترة تعاقبك بحزن يملأ قلبك قُبيل الرحيل، حزن الوداع الذي لا يصيب إلا عاشقا، حزن تكرر في الزيارات الثلاث ولم أفطن إليه إلا في تلك الرحلة، أغادر الدوحة وفي قلبي غُصة وداع أرضها وشعبها، أغادر مُحملًا بحلم العودة، فمن اعتاد اللقاء لا يتحمل البُعد، انتهت الرحلة ولم ينته الحلم.