المعلومة والتوقيت والقرار

كنت أتابع أحد المؤتمرات الصحفية لوزير الخارجية الأمريكي مايك بامبيو عندما قال «ان الاعوام القادمة ستكون أهمية المعلومة أكبر بكثير من أي وقت اخر وستكون الحروب القادمة هي حروب معلومات، وعندما يعلن وزير خارجية أكبر دولة في العالم عن أهمية المعلومة فيجب ان نتوقف عند هذا التصريح. ودائما ما أقرأ وأسمع أن "الغلبة لمن امتلك المعلومة". لو نظرنا للأمر بشكل اقتصادي وقمنا بقياسه على اسواق المال والاقتصادات سنجد ان المعلومة أساس صناعة الثروات أو الحماية من الخسائر ولكن نحن ربما في عالمنا العربي نتعاطى مع الأمر بشكل مختلف وتحديدا في أسواق المال فنجد الكثير من المحللين أو المستثمرين لا يعطون اهمية للمعلومة في حين نجد آخرين يقومون بجني الكثير من الثروات من معلومة صغيره قد يعرفونها.. وأسواق المال العبرة بها بالنتائج وليس بكثرة النظريات التي عفى عليها الزمن. وأتطرق لأمر آخر في أهمية المعلومة هو توقيتها والتي يعتمد عليهما اتخاذ القرار فربما تأتيك معلومة عن شيء ما ولم تتأخر في اتخاذ القرار او تتسرع فيه وهنا فقدت المعلومة اهميتها وايضا نتج عنها قرار خاطئ. وهذا ما رأيناه مؤخرا في الكثير من أسواق المال والارتفاعات الكبيرة في بعض الاسهم جعل من لديهم المعلومة أن يربحوا وفي المقابل الكثير يحلل ويتنظر. قدرتنا على الحصول عليها يختلف من شخص لآخر ومن مؤسسة وأخرى وهناك من يستطيع من خلال تحليلاته أن يتوقع شيئا معينا سيحدث في الاسواق هذا ايضا أضعه بجانب المعلومة، فالمعلومة لها أوجه كثيرة وزوايا كثيرة يجب ان نتعامل معها بأشكالها المختلفة. إذن هي معادلة يجب أن نحترمها ونتعاطى معها بشكل احترافي حتى في حياتنا العادية فاتخاذ القرار يعتمد ايضا على معلومات والأهم التوقيت، فالقرار توقيت..