عاشق كرة القدم المكتمل هو من يعيش جماليات (عين على ملعب المباراة وعين على مدرجاتها..) * وأيُّ متعة كروية كاملة لك كمتابع من بعيد إذا تسمَّرت عيناك على المستطيل الأخضر متابعة فقط تجاه من مرَّر ومن سجَّل ومن اخفق ومن سقط من قاع المباراة ومن تأهل..؟ هو قصور إن لم تستمتع بردود أفعال جماهير المنتخبين المتابعين وهم يتنقلون بين مشاعر الامتعاض والحزن، وبين لحظات البهجة والفرح والحياة التشجيعية الساخنة الملونة بالصخب والإثارة والجمال..؟ وعذراً يامن كنت أحدكم ثم أقلعت عن ذلك..! * كنا نقول إن الجمهور هو اللاعب رقم 12 وصار علينا تغيير ذلك حيث لا أرى الجمهور إلا اللاعب رقم 1 لأنه كما نراه في مونديال 2022 في قطر يلعب في كورنيش الدوحة وسوق واقف، وعلى مداخل ومخارج الملاعب والفنادق، كما يلعب رقصا وهتافا ومساندة في المدرجات..وإذا لم يكونوا كذلك فأي معنى لحضور اكثر من 35 ألف مشجع أرجنتيني إلى الدوحة لتشجيع منتخب التانجو ومساعدة ميسي ورفاقه وما يحملونه من الإرث الكروي المدهش للأسطورة مارادونا..وقس على ذلك. * كنَّا نقول لأي منتخب بأن القوي هو من تكون خطوطه حصاد منافسة محلية قوية فاختلف الوضع وصار السؤال.. قل لي كم معك من المحترفين في الدوريات الأوروبية وكافة دوريات القوى الكروية العظمى وهل معك جمهور بكافة وحيوية جمهور المنتخب المغربي وأسُوده..؟ وحينها فقط سأحاول توقع ما ستقدمه.. * في كرة القدم، هناك قتال رياضي في الملعب محكوم بقوانين الفيفا وما تيسر من سلطات الروح الرياضية وفي نفس الوقت لا غنى عن جمهور متحمس يحفز اللاعبين.. يهتم في لحظات التراجع لمنع الخطر وبهتف في فترات التقدم لمساندة صناعة الخطر في شباك المنافس.. وفي كرة القدم يسبق ويحيط بكل مباراة تمارين وعرق وخطط، كلّها من أجل اسعاد اللاعب والمدرب وإسعاد الجمهور الواقف على عصابه عند الضفة الأخرى من نهر التنافس والإمتاع.. * ودائما..كرة القدم ليست 22 لاعبا ومن اقتضت الحاجة مشاركتهم من الجالسين على دكة الاحتياط، إنها أكبر من مجرد قطعة جلد منفوخة تتقاذفها أقدام ورؤوس اللاعبين.. إنها حالة شغف شعبي عالمي.. وتكون مباريات أي فريق أجمل عندما تحتكم جماهيره في المدرجات وخارجها إلى قواعد أخلاقية تبرز في التصفيق للاعب وهو يبدع ويفوز، وتصفق له حتى والحظ يخاصمه فيخسر رغم عدم ادخاره نقطة عرق وفائض جهد..وعند هذه المواقف تبرز الفوارق في الثقافة الرياضية. * وثمة ما يحفز المشجِّع ويجعله في حالة الرضا عن نفسه، وهو أن المشجع أفضل من اللاعب والمدرب والحكم في جانب تمتعه بميزة أنه كمشجع حتى لو كبر في السن، يبقى جزءا من اللعبة، لايتكلَّس عند دكة الاحتياط، ولا يكون ضحيِّة تسوية مغادرة للنادي، ولا يوجد من يحصي عمره وأنفاسه على وقع المطالبة باستبداله بآخر من الشباب أصحاب الدم الحار.. * ونعرف أن الجوهرة البرازيلية بليه هو أول من حرصوا على الاعتزال في الوقت المناسب، وقام كثير من نجوم كرة القدم بتقليده، فهل سمعتم عن مشجع اعتزل المدرجات خوفا من عامل السن..؟ * إن تقييم أداء فريق أو لاعب يشمل الجانب البدني والمهاري والتمريرات الصائبة والخاطئة والفوز والهزيمة فيما ليس مطلوبا من المشجع غير شحذ همم فريقه بما تيسر من التكبيرات الصوتية والحركية، ومعه عذره وأسبابه المقبولة إن ظهر غير ذلك، بدليل أن أحداً لا يملك سلطة تغيير مشجع لأنه اختار الوضع الصامت.. * سيداتي وسادتي المشجعين.. افخروا لأنكم نجوم المدرجات حتى لو رفع المحايد منكم شعار..أرى وأسمع ولكن.. ليس من نية عندي لأن اهتف أو أصفق في هذه المباراة او تلك.. * افخر بكونك مشجِّعاً..!