شظايا رحيل النُّجوم الكبار ..!

لرحيل أساطير كرة القدم عن أنديتهم السابقة إثارته وشظاياه المتطايرة هنا وهناك..   وسواء كان الرحيل إلى أندية أخرى أو جاء بالاعتزال أو حتى الموت فإن الأثر يمتد ليشمل حتى قدامى النجوم كما تابعنا ذلك مع مغادرة بيلية ومارادونا وآخرين الحياة نفسها.. *  وأكثر أشكال الانتقال إثارة هو أول رحيل لميسي من برشلونة..  والرحيل الأول لكرستيانو رونالدو من ريال مدريد وما أعقب ذلك من انتقال كما حدث بانتقاله إلى النصر السعودي والضجة  التي صاحبت السؤال..وماذا بعد انتقال ليو ميسي من باريس سان جرمان..؟  *  ونخطئ لو اعتقدنا بأن الموضوع رياضي وتنافسي يتصل فقط باللاعبين أو البائع والمشتري من الأندية.. لأن الأمر أكبر من ذلك لاتصاله بحسابات أُسَرية ونادوية، ويصل في أحايين كثيرة إلى ماهو سيادي يرتبط بتجويد مكانة الدول على الخارطة العالمية..  *  وكما اختارت دولة قطر أن تحقق أكبر أهدافها الرياضية والعامة من قمة الهرم ،حيث الاستضافة للمونديال2022 اختارت السعودية تفعيل هدف التعاقد مع نجوم عالميين، فشاهدنا رونالدو في النصر ،وشاهدنا عرضاً مالياً كبيراً لضم ميسي للهلال رغم  تعثُّر الفكرة في النهاية..  *  وليس من الصعب ملاحظة أن انتقال رونالدو وبنزيمة صارت فكرة تسويقية وإعلامية وليست فقط فنية، لأن ميزانية الصفقات الرياضية في تكلفتها المادية تتفوق على ميزانية الأندية، مادام ومن يتم استقطابه هو من الدرجة التي تجعل جمهور ناديه القديم وناديه الجديد يصفقون له طويلا وداعًا واستقبالاً.. *  ومع رحيل كل نجم تُثار استفهامية من البديل لكل مغادر على نحو هل يكون هاري كين هو البديل الذي يعوِّض كريم بنزيمة في ريال مدريد.. ؟ و في الذي سبق دليلاً على أن لرحيل الأساطير عن أنديتهم صخبه وقلقه حتى يتحقق الاستقرار والطمأنة بأن للجديد قدراته وحظوظه في إظهار القوة اللازمة لجلب البطولات.. وطبعاً ثمة زاوية من شأن التأمل فيها أن يكشف حجم التأثير..  *  على ذمة صائدي أخبار النجوم أن تغريدة  بنزيمة عن رحيله حققت 43 مليون مشاهدة، وأن حساب باريس سان جرمان فقد الملايين مع تواصل أخبار رحيل ميسي عن الفريق ، مايعني أن  الأرزاق كالمصائب التي لا تأتي فرادى، مع فارق إنتاج كل حالة في أرصدة السعادة أو الحزن ..! *  هل قلت في بداية كلامي أن قضية انتقال اللاعبين يتجاوز طموحات الأندية إلى طموحات بلدان وقطاعات شعبية ورسمية.. ؟  هذا حقيقي، وإلاَّ لما كان أحد أهداف الأمريكيين من تعاقد نادي أنتر ميامي مع ميسي هو رفع أرقام الأمريكيين المطلوبين لمتابعة الدوري الأمريكي حتى  أن الصفقة لم تنجح إلاَّ بحضور أرباح آبل ومبيعات أديداس وحقوق البث وصفقات عقارية..! *  والمناسبة تقتضي الإشارة إلى اجتراح جماهير الأندية واللاعبين المتنافسين لأشكال تبريرية بدافع المحبة أو تجنب الشماتة ،منطلقين من ثارات رياضية قديمة ومتجددة..  فمن قائلين أي نهاية لكرستيانو ؟إلى مندهشين من انتقال ميسي من الكبيرين برشلونة وباريس سان جرمان إلى أنتر ميامي..وسيزيدون : عندما يلعب ميسي سيكون جمهوره في المنطقة العربية في سابع نومة..! *  وبالمقابل بدأ عشاق هذا اللاعب يتباهون بكون الانتقال وإن كان إلى ناد أقل شأنا إلاَّ أنه سيكون موضوع متابعة جمهور جديد يتمدد جغرافيا على مستوى الأمريكيتين.. وهنا تحضر عيون الرضا الكليلة أمام العيوب، بذات حضور عيون السخط عندما تبدي المساوئا..