قف.. أمامك وحدة للنزاهة الرياضية!

بين وقت وآخر، عليك كمتابع أن تتريث، فلا تشارك نجماً أو كوكباً البهجة بميدالية ذات قيمة عالمية قبل أن يمر الحول على الإنجاز والإعجاز. وما يفرض الحاجة للتريُّث وكتم الفرحة هو ما تطالعنا به الأيام من أخبار تسحب الميدالية من لاعب او تشكك في نزاهة إنجاز لاعبة بعد فترة قصيرة او طويلة من تسلم الجائزة وعزف العلم وارتفاع الهمم. * ومما تابعناه في هذا الجانب قرار إيقاف بطلة العالم السابقة في منافسة 3000متر موانع الكازاخية نورا جيرتو من قبل وحدة النزاهة العالمية لمكافحة المنشطات، الهيئة التي رفضت عودة هذه اللاعبة للمنافسات لاتهامها بتناول المنشطات. * والحكاية لمن لم يتابع هي أن اللاعبة الكازاخية ذات الأصول الكينية تقدمت بمسعى نقض الحكم الصادر بإيقافها وعدم السماح لها بالعودة إلى المنافسات. ورغم رفع قرار الإيقاف من قبل المحكمة التأديبية بخلفية أن ما حدث لم يكن كافيا لمحاكمتها على منشطات الدم إلا أن وحدة النزاهة العالمية استأنفت، وصممت على انتهاك اللاعبة لقواعد النزاهة متمسكة بتنفيذ القرار. * إن تهمة المنشطات تثابر وتلاحق المتهم حتى عند البراءة في شكلها المبدئي الذي يرى الشواذ الذي تم اكتشافه غير كاف لإصدار حكم قطعي بتناول المنشطات. ومن سوء حظ هذه العداءة أن المتابعة المستميتة لها أخذت في الاعتبار كونها تنتمي في اصولها إلى كينيا البلد الذي جرى خلال الخمس السنين الأخيرة إيقاف 70 رياضيا منه، غالبيتهم من العدائين في المسافات الطويلة. * نفس معاناة نورا جيروتو طالت النيجيرية توبي أموسان بطلة الرقم القياسي العالمي في سباق 100متر حواجز،حيث وصل الأمر بوحدة النزاهة اعلان فشلها في تحديد مكان اللاعبة. واستأنفت وحدة النزاهة مسعى رفض قرار التبرئة. * إن أخطاء بعض نجوم وكواكب الرياضة العالمية تعطي انطباعاً كما لو أنهم رأوا أنفسهم في موضع النائم على فراش الخصوصية، جاثمين على كثبان ذهبية لايسألهم عن جدارة اكتسابها أحد، غير مدركين المخاطر التي تطارد من يقعون في شبهة المنشطات ولو في حدودها الدنيا. * ولكل ذلك لابد من التوعية الدائمة بوقوع نجوم الرياضة في دائرة الشك ومخاطر الإنجاز بتُهم تناول المنشطات حتى لو تم التناول عن جهل ودوافع علاجية تنفي عمدية تناول العقار لغاية رياضية تلحق ضررا بمبدأ التكافؤ. * وأي مشدود إلى المواقف المتصلة بتكريس النزاهة وقيمتها الرياضية الأخلاقية لابد أن يوصل صوت التحذير بمخاطر تعاطي الرياضي لما يدخل في قائمة المنشطات ولو من باب التكرار الذي يعلِّم الشطار!. * مهم جداً عدم نسيان الرياضيين حقيقة أن هيئات النزاهة جادة في التصدي لكل ماهو غير قانوني وغير أخلاقي في المنافسات الرياضية، تستوي في ذلك المنشطات مع التواطؤ والتلاعب بالنتائج وكل نشاطات غير قانوني وغير أخلاقي في ميدان الرياضة. * والخلاصة.. ما يحدث من أحكام صارمة تفضي بإيقاف أوسحب ألقاب. واستئناف ورفض استئناف، وإخراج بطل من التأريخ ذات خطر ماحق. ما يبرر القول: ايها النجم.. اعمل خطوة تنظيم ومراجعة؛ لأن خلفك من يرصد وهناك محاكم وحبال شريعة طويلة. وقبل وبعد ذلك. هناك ما يدعوني لأن أختم كما بدأت فأقول: أيها البطل. احسبها صح. أمامك كيان فاعل للنزاهة الرياضية!