لمعت واحلوَّت لعبة الأرقام والتوقعات حول اسم من يفوز بجائزة الكرة الذهبية التي تمنحها مجلة فرانس فوتبول الفرنسية بصورة منتظمة.. * وبعد تسمية 30 لاعبا هم الأجدر بدخول المنافسة، صار من واجب المرشحين ومن أغفلتهم عيون الرصد أن يصرخوا بالقول: يا لها من مهمة شاقة أن تكون فارساً للكرة الذهبية.. * لسان حال المرشحين: عندما يكون الاستعداد واللعب عطاء، ومتعة، وإنجازا، يكون الحصاد مبهجاً، وتبرز حاجة من لم يحالفهم التوفيق والعطاء لمغادرة ما بقي عندهم من المراوحة الحائرة داخل مناطق الارتعاش أو الراحة الآمنة وتواضع قابلية الحركة نحو فضاء النجومية المطلقة..! * في ميادين التنافس بأوزانه الثقيلة، كالتنافس الفردي على جائزة الكرة الذهبية أو الحذاء الذهبي يصح القول وبدون إزعاج أحد.. إذا أردت أن تكون كما تحلم، حدِّد موقفك أكثر، من الجودة، ومن الحصاد الرقمي، أو أعلن التوقف عن القيام بدور النملة في صراع الفيلة العملاقة.. * وليس من حل غير تسجيل بداية جديدة وقوية تتحول فيها القوة الجسدية والمهارات الفنية والذهنية إلى طاقة أكثر إيجابية، وأكثر إنجازات شخصية، دونما وقوع تحت تهم الفردية والأنانية، وعدم توظيف اللاعب مهاراته الخاصة لصالح الأداء الجماعي.. * إن للحصول على الكرة الذهبية شروطه، وإلا فإن نجوماً كباراً سيتوارون حتى لو كان ملهمهم كريستيانو رونالدو الذي يغيب لأول مرة رغم أنه الحاصل على خمس كرات ذهبية.. والمثير في عطاء المتألقين هذا الموسم وكل موسم هو نفسه.. كيف تكون الأروع والأمتع؟ كيف تحطِّم أرقاماً قياسية في فضاء منافساتك ومواسمها الاستثنائية.. عروض جيدة.. تَصدُّر قوائم.. إبهار.. وقهر للإصابات.. وما إلى ذلك من صور تحويل اللعب إلى متعة وإنجاز، وحصاد..! * وحيث إن أهل البيت أحق باللبن تراودني أمنيات أن يكون للعربي اسم أو هوية أو أصل في نهاية المطاف حضوره، بذات جودة كريم بنزيمه في النسخة الماضية من جائزة الكرة الذهبية، خاصة والمصري محمد صلاح ومعه المغربي ياسين بونو ضمن قائمة الثلاثين مرشحاً لنيل الجائزة.. * غير أن مما يعقِّد حلم العالم الأقل نفوذاً كروياً على خارطة الإمبراطورية الكروية العملاقة أن فرانس فوتبول، المجلة التي تمنح جائزة الكرة الذهبية وضعت معايير جديدة ركَّزت على العطاء الفردي وليس الجماعي للاعب.. كما أن التقييم تم على الموسم الكروي وليس العام الميلادي، واقتصار قائمة المصوتين على 100 حكَم، وتصويت 100 صحفي فقط حسب تصنيف بلدانهم في الفيفا، ما يعني استبعاد 70 صحفيا هم في المستوى المحترم ولكن، خذلهم تصنيف بلدانهم على خارطة الكرة العالمية.. * هذه الشروط وهذه التعديلات زادت من معطيات ينبغي توفرها في نجوم التطلع ومعهم جماهير الحب الأعمى الذين يحتاجون لتخفيف منسوب حماستهم للاعبين ربَّما أبلوا بلاء حسناً مع فرقهم في الجانب الجماعي لكنهم لم ينافسوا في موضوع الإبهار الفردي المميز..! * وإلى أن يحين إعلان اسم عريس الكرة الذهبية الجديدة يوم الإثنين 30 أكتوبر القادم ستبقى عيون 30 نجما عالميا مصوبة نحو فضاء يكرر احتباسه بين كرة وحذاء.. لكنه احتباس من الذهب..!