قميص نيمار

دخل قميص اللاعب نيمار إلى زمرة الأقمصة التاريخية التي يشار لها بالبنان، وإن اختلف المضمار وتباينت الخلاصة. فمن أشهر الأقمصة «قميص عثمان»، ذاك الذي يحدثنا التاريخ أنه لأمير المؤمنين عُثمان بن عفّان رضي الله عنه ثالث الخلفاء الراشدين الذي قُتل في منزله. وقميص عُثمان هو القميص المضرج بدمه حين قُتل فيه. وفي معركة صفين التي كانت بين الإمام علي بن أبي طالب ومعاوية، أحسّ عمرو بن العاص في عسكر معاوية فتورًا في المحاربة، فأشار على معاوية أن يبرز لهم قميص عثمان، ليجعلهم يستأنفون المنازعة، ففعل ذلك معاوية، وحين وقعت عيون الجند على القميص ارتفعت ضجتهم بالبكاء والنحيب، وتحرك منهم الساكن، وثارت أحقادهم اندفعوا يقاتلون. فقميص عثمان صار يُطلق على كل شيء يُراد به التحريض والإثارة. وهناك «قميص عامر» الذي ذهب مثلا في أن يطابق المطلوب المواصفات المحددة، وله حكايتان وإن اتفقتا على اسم صاحب القميص. الأولى أن رجلا أراد أن يهدي لعامر شيئا وهو لم يشاهد عامرا وإنما سمع به، فذهب واشترى قماشًا وفصله قميصًا بمقاس في خياله لعامر، وبالصدفة كان القميص في مقاس عامر بالضبط. والثانية، أن عامرًا شخص حقيقي عاش في القرن التاسع عشر وهو خياط بمدينة الأبيض غربي السودان، كان يجلب الأقمشة من القاهرة وتوقف عن تجارتها. وبعد فترة جاءه رجل في طريقه إلى القاهرة فطلب منه إحضار قميص من مكان معين دون أخذ أي مقاسات، وعندما سأل الرجل عن المقاسات، قال له: «إنت بس قول عاوز قميص عامر». وفعلًا ذهب الرجل وأتى بالقميص فذهب الحدث مثلا، «قميص عامر، الفصلو في الريف وطلع قدرو)، وصار يطلق على كل توافق وقع بالصدفة المحضة. وأخيرا جاء «قميص نيمار» بالرقم عشرة الذي دخل ضمن حسابات تغطية جزء من تكاليف انتقال اللاعب من ناديه السابق برشلونة إلى نادي باريس سان جيرمان، الذي أعلن أنه باع في يوم واحد «أكثر من 10 آلاف قميص باسم نيمار». وجاء في الأخبار أن عشرات الآلاف من جماهير باريس سان جيرمان اصطفوا أمام المتاجر الخاصة بالنادي من أجل شراء قميص نيمار، ووصفت وسائل الإعلام الفرنسية الإقبال الجماهيري على شراء قميص اللاعب صاحب «صفقة القرن» بالقياسي، حيث وصل سعر القميص إلى 155 يورو. وبحسب المتجر الإلكتروني لشركة نايكي الراعية الرسمية لصناعة قمصان النادي، فإن ثمن القميص «المُقلد» للاعبي باريس سان جيرمان يبلغ ما يقارب 66 جنيهًا إسترلينيًا، وعند إضافة اسم نيمار ورقمه تزيد القيمة إلى 78 جنيه. فيما إذا أراد المشجع شراء قميص بالقماش المستخدم نفسه لصناعة قمصان اللاعبين داخل الملعب فإن التكلفة تصل إلى 100 جنيه، وعند إضافة اسم نيمار عندها سيصبح 113 جنيه. ليصح بعدها أن يطلق «قميص نيمار» على الصفقة الرابحة.