الأربعاء الماضي احتفل العالم باليوم الدولي للرياضة من أجل التنمية والسلام، فطاب لي الكلام حول هذا اليوم الذي طاب قبل ذلك للجنة الأولمبية الدولية ولليونسكو، الوكالة الأممية الرائدة في مجال التربية، حيث الرياضة كما تراها وسيلة محترمة لتحقيق الاندماج الاجتماعي والمساواة وتمكين الشباب والمرأة. * وفي 6 إبريل كما هو حالي وحال بعض أصدقائي على مدار العام، مارسنا نشاطنا الرياضي اليومي وفي أذهاننا ذات الحماسة، لأن تبقى الرياضة من أجل الصحة إطلالتنا اليومية على خلايا جسدية ودوافع نفسية تهفو للحياة وللتجدد حتى لو لم تنطق. * وليس أفضل من رمضان الكريم فرصة لترتيب انطباعاتنا ومواقفنا تجاه الرياضة من أجل الصحة والحياة، ليس بداعي التنافس الذي يرتبط عادة بأعمار معينة، وظروف مهيأة، وحسابات- ربما معقدة في زمن شديد الاحترافية الرياضية بحسابات التنافس والبطولة- وإنَّما لأهداف صحية، بدنية ونفسية. * وأن يتزامن حلول يوم الرياضة الدولي مع بدايات الشهر الكريم فهو موعدنا المناسب مع استخلاص الحُكم الصحيح في النظرة إلى الرياضة، حيث أخصب دقائق اليوم وأفضل ساعة فيه هي التي يقضيها أحدنا في ممارسة بعض النشاط الرياضي، من باب الإيجابية في التصدي لحقيقة سلبية شائعة تبرز في كوننا نأكل ونشرب ونستهلك أكثر في ليالي رمضان، حتى أسأنا للحكمة الربَّانية من الصوم.. فرضا وتطوعا. * شخصيًا..لا أستسيغ- وقد بلغت من السن حدًّا يجعل بعض من هم في عمري يستعينون بالعصي كقدم ثالثة- أن يكون شهر رمضان موعدًا لاختلاط النهار بالليل بما في تبعاته من الشحوب والذبول وتراكم الشحوم بسبب كثرة الأكل وقِلَّة الحركة على النحو الذي يقع فيه كثيرنا مع الأسف الشديد. * وكما يُقال بأنَّ فكرًا لا يتجدد تفاعلا مع حركة العلم والحياة هو فكر جاذب للترهل والجمود ويحتاج لمن يحرِّك فيه إدراك معنى أن يؤكِّد الطب الحديث على أهمية علاج الأبدان بما يسمى الصوم المتقطع لمواجهة العلل والأوجاع الصحية، وهي حكمة وفضل من الله الذي كتب علينا الصوم بصريح قوله تعالى. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) مايعني اعتبار الصوم دافعًا للتقوى، وليس مانِعًا لممارسة الحياة الطبيعية في رمضان. * إنَّ يومًا دوليًا من أجل الرياضة ليس سوى تذكير لشعوب العالم بأهميه الممارسة الدائمة للرياضة من أجل الصحة والحياة، بالانتظام المستمر في نشاط بدني ينتصر لقضية جماعية، لأن الرياضة كما في أحد تعريفاتها المهمة انما هي ساحة فردية وجماعية لتنمية الأمل ورعايته، واستعادة الثقة بالنفس، واستدامة كل ما يتعلَّق ببناء مستقبل تنموي واعد يكون الإنسان فيه وسيلة التنمية وغايتها. * ولعل من أتيحت لهم فرصة الانخراط في نشاط رياضي مستمر لاحظوا دور الرياضة في تقوية الروابط الاجتماعية وتعزيز قيم المحبة والتواصل، وتشجيعها لمفاهيم التسامح والاحترام المتبادل، لأنها تتجاوز في فوائدها ميادين التنافس ومن فاز ومن خسر، إلى التأكيد على اللعب النظيف والنزاهة، والروح التعاونية للفريق، وجميعها متطلبات إنسانية فردية وجماعية تدعونا لأن نجعلها أسلوب حياة، للفرد.. والأسرة.. والمجتمع.