الطاقة الشمسية وصون البيئة

تعلن العديد من شركات العالم عن تبنيها خطط تركيب ألواح كهروضوئية بالطاقة الشمسية لتعزيز أعمالها السنوية. ومؤخرا دخلت عدة شركات عمانية في هذا المجال رغبة منها في الاستفادة من الطاقة المتجددة والحفاظ على البيئة، فالطاقة المتجددة توجه عالمي وهي المستقبل. ويحدث ذلك نتيجة لازدياد الطّلب خلال السنوات الماضية على مصادر بديلة للطاقة بعد إدراك مساوئ مصادر الطّاقة الأحفوريّة، مثل النّفط والفحم نتيجة تلويثها للبيئة وتسببها في الاحتباس الحراري، في الوقت الذي نرى أن الطاقة النفطية معرضّة للنفاد بعد فترة من الاستهلاك. ومن هنا برزت مصادر الطاقة المتجددة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح التي تتوفر بكثرة في المناطق الشاسعة ومنها المنطقة العربية، بحيث اتجهت اليوم الكثير من الدول العربية في تبني بعض الخطط للاستفادة من هذه المصادر. وتُعد الطّاقة الشّمسيّة Solar Power أحد مصادر الطّاقة المتجدّدة وغير قابلة للنفاد، الأمر الذي مكّن المؤسسات من استغلالها باستخدام الخلايا الشّمسيّة التي تحوّل أشعة الشّمس إلى طاقة كهربائيّة يمكن الاستفادة منها في كثير من المجالات الحياتية اليومية. وهناك العديد من الخلايا الشّمسيّة التي تدخل في مجالات الحياة منها الخلايا الشمسية أحادية التّبلور والتي تعتبر من أكثر أنواع الخلايا الشّمسيّة كفاءة في تحويل الطّاقة الضّوئيّة إلى طاقة كهربائيّة، وتدوم لفترة أطول من باقي الأنواع، بالإضافة إلى الخلايا الشّمسيّة متعددة التّبلور وغيرها من الأنواع الأخرى. وتختلف قيم وأسعار هذه الخلايا وفقا لنقاوتها وقدرتها وكفاءتها في الإنتاج اليومي. ومن هنا نرى أن العديد من المؤسسات والشركات الخليجية أصبحت اليوم تتجه لتنفيذ المبادرات المتعلقة بالطاقة المتجددة، وخاصة تركيب الألواح الشمسية ضمن الممارسات المستدامة لديها، بهدف الحفاظ على البيئة وصون مواردها الطبيعية، بجانب الحدّ من التأثيرات الضارة بالبيئة، ومواصلة تطبيق مجموعة من الممارسات الصديقة لها في جميع عملياتها وممارساتها الإنتاجية اليومية. كما تعقد هذه الشركات اليوم دورات تدريبيّة في مختلف المجالات المتعلقة بهذه الأنشطة لتعزيز مجالات الصحة والسلامة والأمن والمحافظة على البيئة، الأمر الذي يعزز من وعي العاملين والموظفين وأفراد المجتمع المدني بمدى أهميّة الاستدامة البيئية. في عمان، فقد أعلن العديد من المسؤولين في الشركات المنتجة للنفط والطاقة عن خططها وتأكيدها على الجهود المبذولة مع قبل مختلف الجهات المعنية بضرورة الحفاظ على الطبيعة ومصادر الطاقة في آن واحد، ودعم إستراتيجيات السلطنة طويلة الأمد لنشر واستخدام الطاقة المتجددة وحماية البيئة العُمانية. ومن هنا نرى اليوم انتشار مفهوم استخدام الطاقة الشمسية في بعض الأجهزة التي تعمل بهذه الطاقة ولا تحتاج لربطها مع الشبكة الكهربائية مثل تركيب الألواح فوق أسطح المنازل، أو في تشغيل مصابيح الإنارة في الشوارع ليلا، أو فوق مظلة لمواقف السيارات أوغيرها من المشاريع الأخرى. إن المنطقة الخليجية أصبحت اليوم قريبة جدا من هذه التطورات الحديثة والتغيرات في أعمال المؤسسات، وبدأت في استغلال هذه الطاقة المتجددة في بعض الأجهزة التي تعمل بالطاقة الشمسية التي أصبحت لها اليوم فوائد اقتصادية وبيئية، خاصة أن الشخص المستفيد منها يستثمر من خلال استخدام تلك الخلايا لمدة طويلة تقارب الـ 25 عامًا.