السندباد..يستحق الفرحة..!

تابعت حفل افتتاح خليجي 25 في مدينة البصرة العراقية،  ولفتت نظري فكرة استحضار رحلة السندباد  وإسقاط تفاصيل تلك الرحلة الأسطورية بعودته مع اخواته السبع لتأكيد اجتماع  الشمل الخليجي بسبعة منتخبات وثامنها العراق..  * كان في اختيار السندباد من حكايات الف ليلة وليلة وما رافق عبوره البحار والمحيطات منطلقا من الإثارة فسحة لإذكاء الخيال خارج حسابات من سيكسب نقاط مباراتي الافتتاح بين العراق وسلطنة عمان ثم اليمن والسعودية.. * قلت ومعي الذين شاركوني متعة مشاهدة الحفل الجميل:  العراقيون يستحقون الفرحة.. فرحة تنظيم كأس الخليج بعد 43 سنة من انتظار كان أسوأ مافيه، الحظر الدولي على ذمة الحرب ومايرافقها من مخاوف أمنية مبررة بكون السلامة قبل المنافسة..وهكذا فإن الاستضافة لبطولة بحجم دورة الخليج هو تطبيع للحياة الرياضية والحياة العامة في بلاد الرافدين،  وبالنتيجة الجميع كسبان..  * العراقيون يستحقون الفرحة بكون التنظيم يعني ثورة عراقية في تشييد الملاعب بعد عقود من الجمود في حياة اللاعبين والملاعب..وقد شاهدنا الحالة الجمالية التي ظهر عليها ستاد جذع النخلة، وستاد الميناء الأولمبي حيث يستوحي الأخير شكل الموجة البحرية في منطقة خليجية مفتوحة نحو البحار والمحيطات..  وكلنا نتذكر حقيقة أن دورة الخليج كانت السبب الأول في بدايات النهضة الرياضية في جميع دول الخليج،كيف ومن أجل هذه الدورة جرى تشييد أجمل الملاعب وتشييد أحسن المنشآت، وانعكس ذلك على تفاصيل البنى التحتية وكل ما يتطلبه التنظيم من وفاء بشروط الاستضافة.. * وكلما كانت الطموحات الرياضية أكبر كلما لوحظ أثر ذلك في تنمية مصاحبة لافتة،  وحيث والشيئ بالشيئ يذكر ليس بعيداً حجم النهضة التي شهدتها دولة قطر منذ أن كانت استضافة المونديال فكرة إلى الايقاع التنموي السريع بمجرد اختيارها بلدا منظما في العام2010 في مونديال جنوب إفريقيا..  * العراق يستحق الفرحة التي لفتت الأنظار في امتلاء الملاعب بالجماهير وفي ماخيَّم على مدينة البصرة من مظاهر الفرح المصاحبة،  وارتفاع منسوب بهجة الأغاني والأهازيج والدبكات وحتى الأكلات.. * وغير خاف التعبير العراقي عن فرحة تنظيم خليجي 25 في صور اقرار دخول جميع زوار العراق من أبناء الدول المشاركة دون اشتراط تأشيرة، وما أعقب ذلك من إعلان أهالي البصرة استعدادهم لاستقبال الجماهير الخليجية في بيوتهم ومضايفهم بصورة تلقائية * والحقيقة أن ذلك لم يكن من باب الاستهلاك أو «الشو الاعلامي» في تجمع رياضي يتحول عادة إلى بؤرة للأضواء والأقلام والمايكرفونات بلا حدود، وإنما ظهر الكرم العراقي للعيان في شهادات إعلاميين ومشجعين أثنوا كثيراً على كرم المواطن العراقي وحماسه الأخوي تجاه جميع ضيوف الدورة..  * تلك الحفاوة،  إلى جانب أنها عبرت عن كرم الشعب العراقي ومحبته لأخوانه، كشفت رغبة في استعادة مجد رياضي خذلته الحروب والأزمات وحان الوقت لأن يكون كأس خليجي25 فرصة ومنعطف نحو إنجازات رياضية تروي الشغف..  * ولأنها دورة الخليج، يبقى الحفاظ على دوران عجلة منافساتها بانتظام  قيمة رياضية وأخوية ثابتة لأنها توحد الشعوب أكثر، ولأنها إرث جدير بالمحافظة عليه بصرف النظر عن مستوى التمثيل وحسابات من فاز..  ومن خسر.. * دورة الخليج حكاية حب متجدد..والسندباد يستحق الفرحة..