رَحِيل تشافي.. أسئلة اللَّحظَة..!

عند سماعي خبر انتقال الإسباني تشافي من مهمة تدريب السد القطري إلى تدريب برشلونة الإسباني تجاذبتني حيرة الأولويات.. هل أكتب عن ماضي تشافي أم عن غَدِه وما ينتظره.. أم أرصد الأجواء العاطفية التي تحيط بتنقلات الكبار.. وكان ما سيأتي من اختصار قابلا للابتسار.. * أجاد المدرب تشافي مهمته مع السد، وهي المهمة التي بدأها في العام 2015 فوضع نفسه تحت أضواء قطرية وعربية وآسيوية ساطعة.. وعندما حمل وفد إدارة برشلونة عصا التوجه إلى الدوحة في زمن ارتعاش برشلوني في المستوى والنتائج ظهر أن تشافي كان تحت ملاحظة مواطنيه الإسبان، فسارع النادي الكتالوني لدفع ملايين الشرط الجزائي المنصوص عليه في عقد تشافي مع السد بحماسة عاشق يطلب القرب، ما يعني أن العيون الإسبانية كانت مفتوحة على تشافي وهو يحصد مع السد القطري بطولات هل من مبارز وهل من مناجز.. * واليوم.. صار ثابتا أن برشلونة وهو يقيل مدربه الهولندي رونالد كومان كان يراقب نجاحات تشافي في السد القطري ولسان حاله (أهل البيت أحق باللبن، وجحا أولى بلحم ثورهِ)، إن جاز التعبير..! * أجواء تفاوضية سلسة جمعت بين ضمان حق السد في تطبيق الشرط الجزائي لفسخ العقد وبين مشاعر تجلَّت في حفل توديعه لمدربه.. بمعنى آخر نجح الانتقال وبقيت النافذة الوجدانية مفتوحة.. * وبالانتقال يبدأ تشافي ومعه السد مشوار تحديات البحث عن إنجازات جديدة.. كل على طريقته.. السد من نقطة البناء على حالة امتلاء خزائنه بالذهب على يد تشافي وأيادي مدربين سبقوه وتشافي في مهمة البحث عن اكتمال نجوميته الكتالونية من موقع المدرب وليس من مكان لاعب حاذق في خط الوسط. * وإذا كان السد اختار القادم من مشوار تجديد مواعيده مع الألقاب فإن تشافي وضع نفسه تحت مجهر مهمة لن يستغني خلالها عما تيسر من صبر إدارة وجماهير برشلونة الذين يرون فيه الإطفائي المناسب..! * في برشلونة سيجد تشافي نفسه أمام أجواء جديدة ولاعبين جدد، وسيكون عليه وهو يشعر بدفء الترحيب أن يوفر فرص استعادة ما يسمى بالاستحواذ في الأداء، والموازنة بين الخبرة والشباب، وإجادة التخاطب مع من لا يزالون يرون فيه لاعبًا زميلاً يفتح شهيتهم للتفكير في التدريب، وما يرافق ذلك من استحقاقات (افعل ولا تفعل)، حيث يحتاج تشافي لأن يكون مع لاعبيه في ذات الوادي في تحدٍّ برشلوني جديد.. * وإذا كانت كرة القدم انتصرت لطموحات تشافي الفردية لاعبا في برشلونة وانتصرت له مدربا للسد فإن طموحاته الشخصية في موقعه الجديد مع برشلونة سيحتاج المزيد من التوقد والدبلوماسية الناعمة مع لاعبين قد لا ينقذون كل مدرب، وسيحتاج لما تيسر من حسن الطالع في بنوك الحظ، لأن إدارة النجوم تحتاج إلى ذكاء وإلى تعاون.. * وإذا كان هناك أسئلة أخرى مرافقة لرحيل تشافي فهي.. إلى أين يتجه منسوب الذهب في خزائن السد القطري.. وما الذي سيتغير في روح وتكتيك وعطاء الفريق..؟ وبالمقابل ما الذي يحتاجه تشافي وما الذي سيضيفه لبرشلونة الذي غادره لاعباً وعاد إليه مدرباً..؟ * جمهور برشلونة في انتظار أن يتنفسوا الصعداء بعد رحيل ميسي الذي لا يزال تحت أنظار التقييم شأن كل النجوم، لاعبين كانوا أم مدربين.. وعلى رأي حكيم رياضي: الشيء المهم ليس ما حدث وإنما ما سيحدث وهو أهم ما ننتظره من تشافي.. ومن برشلونة.. ومن السد.!