لو أردنا الحديث عن التحديات التي تواجه الانتشار المأمول للطاقة الشمسية على نطاق واسع في دولة قطر فإننا نجمل تلك التحديات فيما يلي: التكلفة العالية مقارنة بالطاقة التقليدية. وهنا لا نقصد تكلفة الوقود، فأشعة الشمس مجانية ولا تكلّف شيئاً. ولا أيضاً التكلفة التشغيلية. إنما التكلفة الباهظة تكون في الاستثمار الأولي لبناء محطات الطاقة الشمسية. ويجب على المحطة الشمسية العمل ما لا يقل عن 12 عاماً كي تستعيد تكلفتها الفعلية. هناك بعض الدول، لا سيما الأوروبية، قد تمكنت من الوصول إلى مرحلة التعادل في التكلفة بين الطاقة الشمسية والتقليدية. لكن هذا الإنجاز قد تم بفعل ارتفاع ثمن الوقود الأحفوري المستورد، وضريبة الكربون، إضافة إلى التسهيلات التي تمنحها الدول لمستخدمي الطاقة المتجددة. أما واقع الأمر في دولة قطر فهو أن الوقود الأحفوري رخيص جداً، كما أن الدولة لا تفرض ضريبة كربون، كما أن الكهرباء المولَّدة الوقود الأحفوري، وهو الغاز الطبيعي، مدعومة من قبل الدولة. هذا لا يجعل من الطاقة الشمسية منافساً قوياً للطاقة التقليدية من حيث التكاليف، وبالتالي ما زالت بعيدة نسبياً عن نقطة التساوي في التكلفة مع الطاقة التقليدية. وإذا أضفنا تكلفة التخزين بالبطاريات فإن هناك تكاليف إضافية على المحطات الشمسية العاملة بمفردها، أي دون الربط مع الشبكة العمومية في الدولة. ويمكننا القول بأن التكلفة المطلوبة للتعادل في دولة قطر يجب أن لا تزيد عن دولار واحد للواط الكهربائي الواحد
أن الغبار يشكل أحد التحديات الكبرى أمام التوسع الأفقي في استخدام الطاقة الشمسية في منطقة الخليج العربي عموماً. في تراكم الغبار على الألواح الشمسية يحجب كمية كبيرة من أشعة الشمس عنها، وبالتالي فإن أداء تلك الألواح ينخفض. ويتميز الغبار بدولة قطر بطبيعته الكلسية التي عادة ما تمتزج بالرطوبة في الجو وتشكل طبقة متصلبة لا يمكن إزالتها بسهولة، مما يستلزم تنظيفها بوسائل غير مجدية اقتصادياً، وعادة ما تسبب تلف في الغطاء الزجاجي للألواح، وبالتالي قصر عمرها الافتراضي. والإجهاد الحراري. يسبب ارتفاع درجات الحرارة انخفاضاً في مردود توليد الكهرباء من الخلايا الشمسية. إن أفضل أداء لتلك الخلايا المكونة من أنصاف النواقل يتم في درجات حرارة تتراوح من 5 تحت الصفر حتى 25 فوق الصفر. وعندما تزيد درجة الحرارة عن الحد المشار إليه، يبدأ إنتاج الكهرباء من الخلايا الشمسية بالتناقص. وقد تصل درجة الحرارة صيفاً إلى 70 درجة مئوية فوق الصفر تحت ضوء الشمس المباشر فيكون مردود الإنتاج صفرياً. كما أن التعرض المتواصل للحرارة العالية يسبب تلفاً في البنية الكيميائية الحساسة للخلايا الشمسية، وهذا يؤدي، بدوره، إلى قصر العمر الافتراضي