بالتداعيات السياسيه والرياضيه الراهنة والمنتظرة جراء الغزو الروسي لأوكرانيا، وجدت نفسي في ذات موقف عبد المطلب وهو يرد على ابرهة الأشرم وجيشه وفِيَلتَه بالقول: أنا رب إبلي وللبيت رب يحميه ، مع فارق الزمان والمكان والسيف والقنبلة..ثم أصابني ارتباك مهاجم محدود الخبرة أمام ضربة جزاء حاسمة. * فمن ناحية لست مؤيِّدًا لما قام به الرئيس الروسي بوتين، ولا أتبنَّي موقفه، ومن ناحية ثانية يداخلني العَجَب من الموقف الأمريكي والأوروبي عندما أتذكَّر فلسطين وبلاد عربية أُخرى فأتقلب تحت رحى مايجري على الكرة الأرضية، وما يمكن أن تتعرض له كرة القدم كواجهة تمثِّل جميع الألعاب الرياضية الأولمبية.. وهذا مايفسر الارتعاش الذي تختلط فيه منطلقات وعثرات القدم والقلم. * والواضح أننا أمام مشهد متصاعد وحازم يستبعد مفردات الرياضة الروسيه من المشاركة في المواجهات الرياضية العالميه والأوروبية سواء من مواقع الضيف أو المضيف، وهو أمر يسهل التعاطي معه إذا ما عرفنا بأن العقوبات طالت وستطال امور كثيرة ليست الرياضة سوى احداها حيث تتصاعد الإجراءات العقابيه للروس في سياقات مثابرة لن تستثني حتى السوشيال ميديا..؟ وليس الموقف من الرئاسة الفخرية لبوتين اوحتى احزمته وداناته في الجودو إلا مثلاً على ماسيعتمل على الخارطة العالمية الرياضية والسياسية من أمور تتشابك فيها المفارقات وفقا للمواقف والتكتلات السياسية هنا وهناك..! * ذات متابعه لأخبار مصورة اعجبني الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك وهو لايتحرج من كونه يضحك، ويرقص، ويطلق العنان لصوته كمشجع كروي..تماما كما شدني اجادة بوتين لرياضة الجودو.. وكان دافع الاعجاب في الحالتين ان الفن والرياضة والتشجيع والرقص هي وسائل تخفيف من الطاقة السلبية، وتجديد الانتماء الى الحياة، على عكس قرارات الحرب والقتال ونزيف الدم التي تدفع البشرية فواتيرها من أمنها واستقرارها وسلامها الداخلي..! * واليوم..هاهو التاريخ يكرر نفسه فيثبت أن الرياضة ليست فقط ملعب ولاعبين وكرات ومسافات..وأن هناك نسخ غير رياضية نراها بوضوح في صور من الغمز واللمز والتهديد والوعيد المتبادل، وأن عليك كإنسان في هذا العالم أن تتحسس رأسك اذا لم يكن في خصرك مسدسا.. * توضيحا للصورة..هذا بوتين يتعهد بمواصلة الغزو غير مهتم في الظاهر بطائلة العقوبات والعزل الصادرة تِباعًا في مجالات كثيرة، منها العقوبات الرياضية..كما يسخر وزير خارجيته سيرغي لافروف من مواقف الاتحاد الأوروبي بوصفه كما قال(سفينة غارقة) لكن الأوروبيين يظهرون حزمًا رُبَّما يتجاوز مواقف الرئيس الأمريكي بايدن نفسه.. * انها مباريات ولكن قاسية، ليس في ملعب كرة ولا مضمار سباق 100متر ولا بساط للجودو، وإنما مباريات دامية على الأرض..ومباريات في الجمعية العامة للأمم المتحدة وفي مجلس الأمن..فهذا سفير اوكرانيا لدى الأمم المتحدة يطالب بطرد روسيا باعتبارها في حالة انتهاك، فيَرُد عليه سفير روسيا بالحط من الفكرة وتسفيهها، لتقتحم سفيرة بريطانيا خط التماس وتؤيد فكرة الطرد، فيما كان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون يرد على تعهد بوتين بمواصلة الحرب بالقول: الأسوأ لم يأت بعد) * وأما قبل الحرب وخلالها وبعدها..السلام على الرياضة الحقيقية..منافسات وملاعب واحتراف وقوانين عادلة.. والتحية للرياضة وهي تحترم الدور الاجتماعي والانساني والابداعي داخل حياة انسانية بعيدة عن الصراع الدموي، حيث (لايقين في الحرب) أو كما قال ونستون تشرشل..!