آسيا في الدوحة.. مقامات الحفل الجميل

إذا داهمتك فيروسات إطلالة شتاء مخادع البدايات، وغبت عن الفعاليات الرياضية ذات الخصوصية المعنوية التي تنتصر للإبداع، فاعلم بأن الدوحة هي الحاضن، وهي من تنظِّم، وهذا ما حدث مع عودتي من الوعكة إلى أنباء الرياضة. * أما أول ما لفت نظري عناوين وتفاصيل الحدث الآسيوي الذي تأنق بالحفل السنوي الخاص بتوزيع جوائز الاتحاد الآسيوي لكرة القدم عن العام 2022. * وهنا.. لا تستغرب.. فأنت في الدوحة.. وإذا جاء ذكر المكان فاعلم أنك لم تبتعد كثيراً عن دلالة إطلاق لقب عاصمة الرياضة العالمية على هذه العاصمة العربية المميزة، فهل يمكن نسيان قمة هرم النجاح الذي شهدناه في مونديال قطر 2022؟. * المكان.. مركز قطر الوطني للمؤتمرات والمناسبة تكريم نجوم آسيا في كرة القدم.. وفي التكريم ما هو جميل وجدير بالحفاوة والرواية.. أما كيف وأخواتها من الاستفهاميات فهي الحفاوة بزوايا وفضاءات تجاوزت النجم الكروي الأفضل، والكوكب الأجمل إلى تقاسيم تكريمية مبهرة ومسميات تحفيزية ملهمة.. * من الشكل التقليدي.. أفضل مدرب ومدربة وافضل لاعبة صالات، إلى افضل واعدين وافضل اتحاد.. وافضل إقليم.. أفضل حكم، وحتى افضل مساعد فيديو.. الخ. وفي الحفل ما يرتقي ليكون الحديث عنه هو "مسك الختام" * ويا سلام عندما يتسع فضاء التكريم فيحتضن كل ملامح المجد من أطرافه وبتدرجاته، لتحضر كل المعادن الثمينة.. البطل الماسي والنجم الذهبي والنجاح الياقوتي والاجتهاد البرونزي.. ثم الدرع التقديري الذي يكرس الاعتراف بالروعة لأهل المشوار الاستثنائي بلسان حال العنوان.. قف فأنت أمام اللجنة العليا للمشاريع والإرث.. * وهنا.. لا بأس من أن تسمح للمصحح التلقائي أن يخطئ وهو صائب عندما استبدل الإرث بالإثارة، وكان لابد من إعادة الوصف إلى نصابه.. * ثم ماذا أيها الحفل السنوي الآسيوي لكرة القدم في القارة الصفراء..؟ لقد كنت جميلاً وأنت تباري صورنا الذهنية والانطباعية عن احتفالات أوروبية مماثلة فتُمتِع وتُبدِع.. * تنظيم عالي الجودة.. حماسة الاحتفاء بالمكرمين الذين أعدُّوا أنفسهم لتكريم لافت وأجواء رياضية حلوة تستدعي أن اضرب مثلاً.. * تكريم من اعتبرناهم أسماء آسيوية صغيرة في كرة القدم.. "الهند وغوام" ثم الحفاوة السعودية بإنجاز النجم سالم الدوسري.. وبرز ذلك في مستوى التمثيل الحاضر، محبة وسعادة بالنجم الكبير.. * وأما والختام المسك هو عادة عربية فلابد أن يلمع اسم من كانت الفعالية تظاهرة قارية في محبته.. إنه الراحل القطري المرحوم سعود المهندي الذي كان حضور أولاده الثلاثة مؤثِّراً، استحضر فيه المتابعون حكاية قيادي رياضي قطري كان مميزاً على مستوى وطنه.. لافتاً في حضوره الخليجي والعربي والآسيوي والدولي.. * لقد كان تكريم سعود المهندي تكريماً للنجاح، وتقديرا عالياً لتاريخ رجل مميز.. في الإدارة.. القيادة.. التنظيم.. والتأثير.. رحمة الله تغشاه..