alsharq

لطيفة المناعي

عدد المقالات 78

لا تنتظري اللقاء يا هيفاء

05 نوفمبر 2018 , 01:55ص

«من لا يرحم الناس لا يُرحم»، من كانت له أنثى فلم يئدها، ولم يُهنها، ولم يؤثر ولده عليها، أدخله الله -عز وجل- بها الجنة، هل فعلنا؟ هل رحمناها، وأحسنّا إليها، ورعيناها؟ أم قيّدناها بقيود العيب، وسلاسل الجاهلية الحديثة؟ ثم قلنا لها فضيحة، فضيحة، كما قالت أم هيفاء وجدتها لها، وكل بيت في الشرق فيه هيفاء، وهي بطلة رواية صاغتها بإبداع الروائية شمة الكواري، وحملت عنوان «ألقاك بعد عشرين عاماً». كانت المرأة هي المحور الرئيسي لهذه الرواية، التي تعتبر تصويراً لواقع، والنهاية أيضاً واقعية، فهي بالتالي توثيق لحال المجتمع، ومن خلال هذا المحور صوّرت المجتمع والأسرة ودورهما في هذا التأثير الكبير على حياة المرأة، ودور المرأة في صياغة وضعها المقيّد لحريتها الفكرية، وحرية القرار، كل ذلك من خلال البطلة التي وُلدت في أسرة تفتقد للتواصل بين أفرادها، حيث تكبر فتنتظر الزوج، فيأتي الزوج، ثم يذهب ليعود بعد عشرات السنين، وبين الغياب والحضور، تعيش ولكنها لا تحيا، تنسى أنها إنسانة، روح، حياة، وفكر، وذابت في أعراف المجتمع وقيوده، ولم تكتشف أن لها حقوقاً إلا بعد خوضها للعديد من التجارب، هذا وقد انطلقت الكاتبة في تحليل كل ذلك من خلال تفسيرها لحادثة السور، فما هي حادثة السور؟ اقرأ الرواية لتكتشف ذلك، وكيف هي تلك الحوادث البسيطة في حياتنا، تحمل معاني كبيرة جداً، وقد تختصر حياتنا. في هذه الرواية، استعرضت الكاتبة مشكلة تعاني منها غالبية النساء، وحلّلت الأسباب، واستعرضت الواقع، لكن تركت لكل امرأة إيجاد طريقها بنفسها، كما استخدمت ضمير «الأنا»، فكانت الراوي الذي لا يعرف كل شيء، ومن هنا كانت المتعة في الرواية، فجعلتنا نعتقد أنها قصة واقعية، ثم ندرك أنها خيال، فكنّا نتأرجح بين قارئ ساذج، ثم قارئ حسّاس. إن ملامسة الرواية لحياتنا نابعة من كون القلم نسائياً، يتميز بسعة الاطلاع، استطاعت أن تكتب رواية أحداثها مبكية بل موجعة، لأنها تشخيص لواقع المرأة. ختاماً، المرأة لها دور كبير في قتل كيانها.

ماذا تفعل عندما تشتاق؟

يومياً نسمع كلمة اشتقنا، عشرات المرات؛ في المنزل، ووسائل التواصل، وعلى الهاتف، والرسائل. اشتقنا لقهوة الصباح، ولزحمة الصباح، ولشمس الصباح. اشتقنا للأصحاب، والأهل، وزملاء العمل. اشتقنا لنزهاتنا البسيطة، والشاطئ، والحدائق، وحتى المولات. اشتقنا للأمور الطارئة،...

ما شكل قلبك؟

عندما اكتُشفت أول حالة «كورونا»، كيف أصبح شكل قلبك؟ قد يصبح قلبك مثل العصفور بعد أن يبتلّ بالمطر، يرتجف، أو قد يكون غير ذلك؛ ولكن كيف أصبح شكل قلبك عندما تم اتخاذ إجراءات احترازية أكثر...

الرحلة

من منّا لا يعشق السفر والرحلات؟! لكن في ظل هذه الظروف فإن السفر يُعدّ أمراً صعباً جداً. لكن لماذا نعتقد دائماً أن السفر يجب أن يكون تذكرة وحجوزات؟ لماذا يرتبط السفر في أذهاننا بالانتقال من...

أمنياتي الصغيرة

لديّ أمنيات أمنياتي بسيطة أمنياتي صغيرة لكنها مهمة أمنياتي في يوم ما كانت حياتي حياتي التي تبدّلت لكن اليوم كل حياتنا أصبحت مختلفة، وكل الأمور أصبحت أمنيات، أمنيات يقيّدها الواقع. وأنا أيضاً لديّ أمنيات، وأولها...

عندما استيقظت كتب الرفّ الثالث

يعيش سكان كوكب الأرض هذه الأيام عزلة اختيارية، وعند البعض إجبارية، كما يعيش البشر الدعوة إلى التباعد الاجتماعي. إنها عزلة غير مُخطَّط لها، عزلة تركت البعض غضبان، سجيناً ومقيداً، حزيناً ومكتئباً؛ وفي المقابل تركت البعض...

رسائل من الشارع

في معرض الدوحة للكتاب، لفت انتباهي رواية تحمل عنوان «رسائل القطط»، وقد حصلت على نسخة منها، لأني مهتمة بالرفق بالحيوان، وأجده أمراً مسلماً به، بل إن هذه الأمور الروحية والأخلاقية هي المظهر الأساسي لأي تقدم...

لكل حكاية وجهان

يقال إن لكل حكاية وجهين، ونحن نقرر أي وجه يناسبنا، ولكل موضوع جوانب مختلفة، كذلك بعض الكتب، وبالتحديد الروايات، لها قراءات مختلفة، وجوانب وزوايا متعددة، وكل منا يستطيع أن يقرأ تلك الرواية ويحللها من زاويته،...

رسالة إلى زميلتي الأم

عندما أعددت قائمتي لمعرض الكتاب، كانت لكتب أبحث عنها، وكُتّاب من الصعب أن أحصل على كتبهم في مكتباتنا، منهم ساراماغو، ونعوم تشومسكي، وبثينة العيسى، وشيخة الزيارة، ولكن لحظة أليست الأخيرة كاتبة قطرية؟ نعم هي كذلك،...

عندما يكتمل القلب

ماذا لو قرأت كتاباً في دقائق، لكنه يظل معك لأيام، بل لأعوام! كتاب يحمل الفكرة القوية، البسيطة، لكنّ معظمنا لم يفكر فيها بهذه الطريقة، كتاب يكشف لنا أفكارنا التي لم ننتبه لها، وقراراتنا التي اعتقدنا...

رسالة إلى معرض الكتاب

يُقام معرض الكتاب كل عام، وكل عام هناك ملاحظات يتم الأخذ ببعضها، ومن تلك الملاحظات: الوقت غير مناسب، فهو يتزامن مع معرض دولي آخر، ودور النشر المشاركة قليلة، كما غابت عن المعرض دور النشر المميزة...

الكتابة عن الكتابة

كان ختام عام 2019 موفقاً جداً؛ الكتاب، والموضوع، والأسلوب، وأخيراً لغة الكتاب. اعتدت أن تكون مقالاتي هنا عن كتب قرأتها في مواضيع مختلفة؛ أدب، وتاريخ، ومقالات، وحكايات، وفلسفة. ولكن الكتابة عن الكتابة موضوع له مكانة...

ماكس والجاغور

ماكس فتى ألماني وجد نفسه في قارب صغير وسط المحيط، ويشاركه في ذلك القارب جاغور، وباي فتى هندي وجد نفسه في قارب صغير وسط المحيط، ويشاركه في ذلك القارب نمر. الحكايتان نسخ متطابقة، فهل نحن...