يظن إنسان العصر الحاضر أنه مع تريليونات الدولارات، التي أطلقت المصارف لها العنان منذ عام 2008، يستطيع أن يعيش في حال من الرفاهية بمجرد الضغط على بضع أحرف رئيسية على أجهزة الكمبيوتر الخاصة به، إلا أنه من المحزن القول إن العكس تماماً قد حدث. فما هو ماثل الآن أن أسعار الإيجارات والإسكان تقفز إلى الأعلى بقوة، وتكاليف الرعاية الصحية ترتفع بصورة فلكية، وأن معظم الضروريات الرئيسة؛ مثل، السيارات لا يمكن تحملها إلا من خلال تدخل الحكومة. وحتى إذا امتلك الأزواج في الأسرة دخلين، فلن يعدا كافيين للبقاء على يُسْر في الحياة. نعم، قد تكون لدى البعض المزيد من وسائل الراحة، ولكن وقتاً أقل للتمتع بها، مثلما أنه لدينا شهادات أكثر ولكن أقل إحساساً بقيمتها المادية والمعنوية، والمزيد من المعرفة ولكن أقل حكمة، المزيد من الخبراء، ولكن المزيد من المشاكل، والمزيد من الأدوية ولكن أقل صحة. فماذا حدث لوعد الثورة الصناعية لتحرير الناس من عبء العمل الثقيل؟ للأسف، في النظام النقدي الحالي، فإن غالبية التكنولوجيا تخدم المال والربح بدلاً من الناس. وهذا يعني أن الاستدامة والوفرة لن تحدث أبداً في نظام الربح، لأنه يتعارض مع الفكرة الجوهرية لهيكل العلاقات الإنسانية. لذلك، من المستحيل أن يكون هناك عالم بلا حرب، أو فقر؛ ومن المستحيل أن تقدم التكنولوجيا الخير باستمرار إلى أكثر الدول كفاءة وإنتاجية. والأمر الأكثر دراماتيكية هو أنه من المستحيل توقع أن يتصرف البشر بطرق أخلاقية، أو كريمة حقاً، إذا كانت نسبة 1٪ من السكان تُسيطر على 50٪ من جميع الثروات. فقد تم تصميم نظام «وول ستريت» الكاذب والمخادع بشكل خطير، والإحصاءات، التي تتنوع في الأخبار، تهدف لخداع الجمهور، وتسعى لتطبيق ولادة اقتصادية خاطئة، ونمو وظيفي زائف. في كتابه الجديد المذهل «خداع المال: ما الذي لا تُرِيد منك المصارف معرفته»، الصادر في 15 أبريل 2018، يقدم المؤلف توماس هيرولد، ببصيرة ثاقبة وتفاصيل صادمة، معلومات مذهلة حول النظام النقدي الغربي الحالي، ويقول إنه لم يحدث من قبل أن تسبب التلاعب الضخم بالمال الكثير من عدم المساواة الاقتصادية في العالم مثلما يحدث الآن. وعلى الرغم من هذه الحقائق المخيفة، فإن «خداع» يقدم أيضاً حلولاً رائعة وبسيطة لتوفير إمكانيات للعيش لكل الناس، وينبغي قراءتها لمن يُريد البقاء على قيد الحياة في التحول النقدي العالمي الجاري الآن. ويُشير إلى أنه من الجيد أن الناس لا يفهمون الكثير عن النظام المصرفي والنقدي الغربي، لأنه إذا فعلوا ذلك، فإنه يعتقد أنه ستكون هناك ثورة قبل صباح الغد. ويكشف هذا الكتاب عن أكثر من 20 طريقة سرية تستخدمها المصارف الغربية لإغلاق 90٪ من دخلك قانونياً. إن هذا الكتاب، المكتوب ببراعة، الذي يسهل فهمه بيسر، يعد عرضاً مفاجئاً لظاهرة الاحتيال الأكثر تطوراً في تاريخ البشرية. ويتساءل: لماذا يقف النظام النقدي الحالي أمام الهاوية؟ ويفسر الخدعة السحرية حول كيف تخلق المصارف المال من فراغ، ويوضح أسطورة نمو الناتج المحلي الإجمالي وما يسببه حقاً، ويبين الطرق المختلفة، التي يحصل بها المعلنون والتأمينات على أموالك، وهل ستضطر الحكومة قريبا لدعم الدخل الأساسي العالمي؟ ولماذا البتكوين ليست أداة استثمارية عملية وسوف تختفي قريباً؟ ولماذا يمكن لعملات التشفير أن تحرر الناس من المصارف المركزية الغربية؟ولماذا يمكن أن يكون الاقتصاد القائم على الموارد هو الحل لجني المال؟ وفي الإجابة على هذه التساؤلات يكمن فهم التفاصيل المروعة حول أكبر عملية احتيال في التاريخ على الإطلاق.