اتفهم ان يستطيع لاعب واحد اسعاد بلد بأكمله وإثارة الأحزان في بلد آخر بغمزة قدم.. لكن ما يحتاج الى المزيد من التفسير ان ينقسم الملايين مابين متخندق مع ميسي ومتمترس مع رونالدو على طريقتنا العربية وتحديدا في السوشيال ميديا، حيث اعتدنا على ان يكون في طعامنا الكثير مما يثير الدموع والفضول..! هذا الانقسام ملفت في تجدده.. بمناسبة، وأحيانا لمجرد تصفية حسابات اختلافات في الميول النادوي داخل البلد الواحد، فهل من فقيه في علم النفس الرياضي والاجتماعي يفسر تمسكنا بهذه القطبية الرياضية بعد أن كانت القطبية والمحاور سياسية..والأمر على اي حال ليس جديدا.. هل تتذكرون عندما تميز مارادونا على نجوم عصره..؟ لقد وجدنا انفسنا نتعصب اكثر من محبي التانجو والسامبا ونستدعي البرازيلي بيليه ونقارن، بل ونتعصب متجاهلين اختلاف الظروف التاريخية المحيطة بالنجمين.. وعندما انتقل كريستيانو رونالدو من ريال مدريد الى يوفنتوس بقي الحديث حول الأفضلية بينه وبين ميسي.. وغادر الأخير برشلونه الى باريس سان جرمان ليبقي ذات السجال الجماهيري.. والى ان تتضح الابعاد السيكولوجية لهذا التصعيد التشجيعي لابد من الاشارة الى ان مايرافق انتقال النجوم الكبار من الضخ الاعلامي والتشجيعي المتباين لم يكن ليحدث لولا مايترتب على كل صفقة انتقال من اثارة كلامية على جميع الأصعدة.. غادر ميسي برشلونة فبَرز الحديث حول فوز باريس سان جرمان بالصيد الكبير والمكافأة الثمينة.. وانتقل رونالدو الى مانشستر يونايتد فأثار التساؤل حول حجم ماسيضيفه رونالدو الى مانشستر من المجد وهو النادي الأكثر شعبية في العالم وفقا لتقرير لقناة الكأس جاء فيه ان برشلونه في المركز الثاني ثم ريال مدريد.. تشيلسي.. فالارسنال.. مايعني قوة الإضافة وعلو كعب الدوري الانجليزي. واليوم تحيط بانتقال كرستيانو هالة تحطيمه رقما قياسيا يتمثل في لقب افضل هداف مع المنتخبات الوطنية ب111 بعد ان تأخر حلمه بخروج البرتغال من اليورو وينتظر فرصة الانفراد باللقب حتى مواجهة ايرلندا التي اثبت فيها صحة ان يراهن فريق على لاعب حتى الدقائق الأخيرة اذا كان اللاعب هو كرستيانو.. وكانت فرصة لأن يزايد عشاقة بما يروه نقطة ضعف ميسي تجاه منتخب الارجنتين.. وعندما يعفي الاتحاد البرتغالي رونالدو من الاستمرار مع المنتخب فيغادر معسكر زملائه فهو شكل من اشكال التعاون والامتنان الذي يستقبله محبوه بإعجاب، ولا يفوتهم في الطريق ان يهتموا بخبر طلب الملكة اليزابيت من مانشستر حجز القميص الأول الذي وقع عليه كريستيانو.. فوز رونالدو بلقب الهداف التاريخي للمنتخبات عبر مسيرة بدأت قبل 18 عاما سيقوض احلام مطارديه اكثر.. وسنبقى نتذكر كيف ان حياة نجوم كرة القدم الكبار هي ملف مفتوح على أضواء ترصد كل شاردة وكل واردة.. كم سجل اللاعب بيمناه وكم بيسراه..وكم برأسه وكم داخل الصندوق وكم من خارجة، وماهي اهدافه من ركلات الجزاء والضربات الحرة وماهو نصيبه من الهاتريك..؟؟ وما يعجبك في النجوم العالميين اكثر هو ادراكهم أهمية تحطيم الأرقام القياسية، وبحثهم الدائم عن انجازات جديدة بطموح وانضباط يدركون به ان الأندية التي يلعبون لها ليست جمعيات خيرية وأنها عندما تنفق الكثير من المال عليهم فإنها تنتظر تسديد فواتير في شكل زيادة التسويق لعلامة النادي وشعاراته حتى صارت تنقلات نجوم كرة القدم جزءا من اثارتها واللاعب يدرك انه ليس سلعة يبيعها النادي.وانه يحتاج لتجويد الأداء الذي يجعله في حالة من الترقي البدني والمهاري والذهني تجعل مشجعه البعيد والقريب يشهد بأن هذا اللاعب كالغيث.. اينَما وقَعَ نفَعَ..!