alsharq

شامل العظمة

عدد المقالات 4

محمد يوسف العركي 13 ديسمبر 2025
الأنساق الثقافية في البطولة العربية
علي حسين عبدالله 13 ديسمبر 2025
المنطق يفرض نفسه
عبده الأسمري 13 ديسمبر 2025
الكتابة بين التحديثات والتحديات
فالح بن حسين الهاجري - رئيس التحرير 15 ديسمبر 2025
اليوم الوطني: تأسيس الدولة.. وبناء الإنسان.. وحضور يتجاوز الجغرافيا

كيف ننقذ الإنترنت؟ (1-2)

05 أغسطس 2019 , 01:39ص

في أحد مشاهد المسرحية الهزلية الأميركية «سيليكون فالي»، تتنافس الشركات الرقمية البادئة على التمويل من خلال تقديم أفكارها، وفي كل عرض تقديمي يكرر مؤسسو الشركة شعار وادي السيليكون المتمثل في عبارة «لجعل العالم مكاناً أفضل»، ويتعهد أحد المؤسسين بجعل العالم مكاناً أفضل من خلال «مراكز بيانات للحوسبة السحابية محددة بالبرمجيات»، وآخر عن طريق «قواعد بيانات موزعة قابلة للتوسع ومتسامحة مع الخطأ». رغم أن فكرة شبكة الإنترنت التي «تجعل العالم مكاناً أفضل» تُستقبل بالاستهزاء غالباً اليوم، فمن السهل أن ننسى أن هذا العقد من الزمن بدأ وسط حالة من التفاؤل بأن التكنولوجيات الجديدة ستعمل على الربط بين الناس، وتوسيع القدرة على الوصول إلى المعلومات، وتوليد فرص اقتصادية جديدة وفيرة. أنا قادم من سوريا، وقد اختبرت بعض هذه الفوائد المحتملة، في دولة حيث مساحة المناقشة محدودة زوّدت شبكة الإنترنت المواطنين بمنتدى للتعلم والمناقشة، وفي أعقاب احتجاجات الربيع العربي في عام 2011، لعبت شبكة الإنترنت دوراً مهماً في توثيق الأحداث وتبادل المعلومات، ومع فرار ملايين السوريين في وقت لاحق من البلاد، أصبحت شبكة الإنترنت الوسيلة الوحيدة للربط بينهم، قال ممثل كوميدي سوري مازحاً: «المجتمع السوري لا وجود له إلا على فيس بوك»، موضحاً كيف أصبحت الإنترنت الأداة الوحيدة المتاحة للسوريين المنتشرين حول العالم للإبقاء على حِسّ التضامن. لكن على الرغم من ذلك، تدرس الحكومات في مختلف أنحاء العالم اليوم انتهاج سياسات من شأنها أن تقوّض انفتاح الإنترنت وامتدادها العالمي، وتملك الحكومات العديد من الأدوات تحت تصرفها، تستخدم السلطات الصينية -على سبيل المثال- مجموعة من التدابير التي يشار إليها مجتمعة عادة بمسمى «سور الصين الناري العظيم»، وفي السنوات الأخيرة نظرت دول أخرى مثل: إندونيسيا، والبرازيل، وروسيا، والهند، وتركيا، ونيجيريا في استخدام تدابير مماثلة، ونفذتها بعضها بالفعل، ويُعَد «قانون الإنترنت السيادية» مجرد مثال حديث لهذا الاتجاه. تتخذ هذه السياسات أشكالاً مختلفة، فتقوم بعض الدول بتنفيذ سياسات «توطين البيانات»، التي تقضي باستضافة البيانات ضمن نطاق إداري بعينه، وتتبنى دول أخرى أدوات وضوابط تنظيمية تسمح لها باكتساب قدر أكبر من السيطرة على الجوانب المختلفة للإنترنت، وقد أدت مناقشة حديثة أثارها الأمر الإداري الجديد بشأن حقوق النشر والتأليف الصادر عن الاتحاد الأوروبي، إلى تحفيز تأسيس حركة «أنقذوا الإنترنت» لممارسة الضغط ضد بعض أحكام هذا الأمر الأكثر إثارة للجدل، ويهدد هذا التباعد المتزايد بين السياسات والأطر التنظيمية بخلق عالم رقمي مفتت على نحو متزايد. ورغم أن هذا التهديد حقيقي، فمن الخطأ اعتبار كل سياسة تتداخل مع الإنترنت محاولة سلطوية لتقويض الديمقراطية، ذلك أن الزيادة في سياسات الإنترنت هي أيضاً استجابة لتغييرين رئيسيين آخرين في السنوات الأخيرة، حيث تنامت أهمية الإنترنت الاقتصادية بشكل كبير، مدفوعة بتزايد عدد المستخدمين وتبني الأدوات الرقمية على نحو متنامٍ، ففي السنوات الأخيرة، سجلت التجارة الإلكترونية والحوسبة السحابية، والإعلان على الإنترنت، والمدفوعات الرقمية، وبنية الإنترنت الأساسية، وعدد ونطاق الأجهزة المتصلة نمواً سريعاً.

كيف ننقذ الإنترنت؟ (2-2)

من المرجح أن تستمر هذه الاتجاهات مع توسع تكنولوجيات مثل الذكاء الاصطناعي وظهور إنترنت الأشياء، وهذا يعني أن حصة متنامية في المعاملات الاقتصادية إما أن تحدث أو تتم بوساطة عبر الإنترنت، مما يضع الشبكة في...

كيف ننقذ الإنترنت؟ (2-2)

سجّلت التجارة الإلكترونية، والحوسبة السحابية، والإعلان على الإنترنت، والمدفوعات الرقمية، وبنية الإنترنت الأساسية، وعدد ونطاق الأجهزة المتصلة؛ نمواً سريعاً في السنوات الأخيرة. ومن المرجّح أن تستمر هذه الاتجاهات مع توسّع تكنولوجيات مثل الذكاء الاصطناعي وظهور...

كيف ننقذ الإنترنت (1-2)

في أحد مشاهد المسرحية الهزلية الأميركية «سيليكون فالي»، تتنافس الشركات الرقمية البادئة على التمويل من خلال تقديم أفكارها. وفي كل عرض تقديمي، يكرر مؤسسو الشركة شعار وادي السليكون المتمثل في عبارة «لجعل العالم مكان أفضل»....