توفير خدمات خاصة للنساء

مجتمعنا كأي مجتمع عربي فيه الكثير من النساء المطلقات والأرامل والمتزوجات المُهمَلات من أزواجهن والفتيات اللاتي لم يحالفهن الزواج ولا يقم أحد بخدمتهن. الجميل الذي نعتز به في بلادنا رغم التطور الذي تشهده دولتنا الحبيبة قطر أنها احتضنت المرأة ولم تُخرجها عن دينها وعاداتها وتقاليدها، فحافظت على تخصيص أماكن خاصة تخدم المرأة بموظفات/موظفين لتلبية حاجتها وخدمتها في مختلف الجهات الحكومية دون إحراج، وفي إطار رفع الحرج عنها وإعفافها عن السؤال أسهمت في فتح باب التدريب والمساعدة للأسر المتعففة، فكفت فيه المرأة نفسها وأهلها عن الحاجة للغير، وقدمت للمحتاجة منهن وغير القادرة على العمل راتبا شهريا تنتفع به وتسد به حاجتها، وفي إطار رفعة المرأة القطرية كان التعليم بكل تخصصاته والعمل متاحا لها، ولها الحرية أن تختار ما يناسبها وأهلها وما يحتاج له وطنها. وفي إطار تحقيق العدالة للمرأة وضع قانون الأسرة الذي رفع الظلم عن الكثيرات وأنصفهن. وهناك الكثير من الأمور التي قدمتها الدولة للمرأة وما زالت لإعانتها وللارتقاء بها من أجل حياة أفضل لها ولأطفالها ولبيتها لتكون قادرة على العطاء ولتمضي قُدما للمساهمة في تنمية المجتمع. ما زالت هناك خدمات تجول بخاطري أرى ضرورة توافرها وتواجدها وأتمنى أن ترى النور قريبا، فبها ستتحقق للمرأة راحة كبيرة وبالمقابل هو استثمار للدولة ونماء للوطن، لذا أقترح أن تتوفر للنساء فقط خدمات خاصة تقوم بها شركة حكومية أو شبه حكومية، تُبنى على مساحة كبيرة وتوزع على ثلاث مناطق بالدولة. تتوفر بها خدمات متعددة لسيارات النساء ضمن معايير ومقاييس وخطط مدروسة بتكلفة معقولة وغير مبالغ فيها لتخدم جميع الفئات من النساء اللاتي لا سند لهن، واللائي يصعب عليهن الدخول في متاهات الصناعية وبين العمالة المختلفة من الرجال وتكون في مكان واحد وللنساء فقط. وهذا إن عاد بالنفع على السيدات فإنه سيعود على الدولة بالتنمية وهو نوع من الاستثمار الناجح الذي لابد أن يبدأ التفكير فيه. ولتشتمل هذه الشركة على مهنيين متعددي التخصصات: كميكانيكي كهرباء، ومهني لتصليح الإطارات وتغيير الزيت والآيل ولتكن هناك مغسلة للسيارات، بل والأهم أن تحتوي على محلين أو أكثر لسمكرة السيارات، وعليه لابد من توفر فرع لجميع شركات التأمين، وليكن هناك مقهى وسوبر ماركت واستراحة لانتظار النساء. ولتقدم الشركة خدمة سحب السيارة من الطريق على مدار الـ24 ساعة تدفع فيه المشتركة مبلغا شهريا لا يزيد على العشرة ريالات، ذلك لأنها قد لا تحتاجها لسنوات وقد تحتاجها يوما فتكون قد كسبت الشركة الكثير من المال من جراء الدفع الشهري. كذلك فلتوفر الشركة خدمة خاصة لجلب السيارة من المنزل وإحضار وتوصيل صاحبة السيارة لمقر الشركة. هذه الخدمات وإن كلفت المرأة مبلغا من المال إلا أن فيها مساعدة لها لسد حاجتها وتسهيل تصليح وسمكرة وغسيل سيارتها في مكان واحد خاص بها لا تُستغل فيه ولا تتعرض لمضايقات ولا لإحراج. يحتاج مثل هذا المشروع لمبالغ مادية ضخمة في البداية وقد تستغل هذه الفكرة شركة من الشركات الكبرى إن لم تستغلها الدولة لصالحها، فهذا استثمار ناجح قد نراه في بدايته أنه لن يحقق شيئا لكن نتائجه ستكون مذهلة. همسة يا وطن: إن سد حاجة المرأة وتوظيف قدراتها وادخارها من أجل التنمية هو أهم ما نطمح له جميعا، ولكي تقدم المرأة العطاء وتمضي في مرحلة التنمية كان لابد من توفير احتياجاتها قدر الإمكان وتسهيل الصعوبات وتذليلها أمامها، وهذا الأمر لن يكون إلا بكم. تقبل الله طاعاتكم وعيدكم مبارك n_alsalahi@hotmail.com