الهزائم ..خيار المعالجة.. ومنطق التبرير ..!

الحديث عن حسابات المكسب والخسارة في الملاعب الرياضية  حديث عن الفرحة هنا والألم هناك..   ويتفوق في تأثيره على محفوظات الروح الرياضية أو التقليل من شأن الهزيمة بمزدوج (نصر بجدارة أو هزيمة بشرف..) *  ولهذا تهتم البطولات الكبيرة  بإيجاد صور تكريم كثيرة تعلي من شأن الفوز و عناصر التفوق الرقمي و الاخلاقي، ولا تهمل صور التفوق مهما كان بسيطاً..! ونلاحظ  كيف أن مئات ملايين العملات الصعبة لا تصل إلى البطل وحده وإنَّما إلى قطبي النهائي وماقبل النهائي وإلى كل فوز وكل تعادل..! *  وليست بطولة دوري ابطال اوروبا التي حسمها ريال مدريد مؤخراً ببعيدة عن الاستشهاد.. غير أن الصراع يبقى  على أشدِّه طمعاً في الكأس الأثمن، والحوافز المادية الأعلى، والمجد التاريخي الأكبر ، لأن طموحات الأكثر جموحا لاترضى بمادون النجوم، فيما ترفض البطولة المطلقة القسمة على اثنين..  وجميل أن تحضر فكرة  توزيع ارزاق المجد الفردي فيتقاسم الهدافون المجد عند التساوي في عدد الاهداف المؤهلة للقب.. وتابعوا ماحدث في أخر نهائي لبطولتين قاريتين..  *  كان الاستقبال الأسباني لريال مدريد مدهشاً بعد عودته من باريس محمَّلاً بذهب وكأس أوروبا.. وبالمقابل كانت حسرة ليفربول مزدوجة..! فمن ناحية، وجد ليفربول  نفسه يفقد كأساً ومجداً كان الأقرب إليه بحساب الاستحواذ والفرص الضائعة.. ومن ناحية..إستاء ليفربول مما تعرض له بعض مشجعيه في معارك السباق على التذاكر وفرص الوصول الى المدرجات رغم مايفعله المنظمون من توزيع التذاكر بنسب متساوية  على جمهور الفريقين  وحصص المحايدين  الافتراضيين وما تسمى التذاكر الحرة.. * هناك في باريس دفع مشجعوا ليفربول ثمن السمعة التي تحيط بالجمهور الانجليزي حتى لو حاولوا تمثيل دور المشجع ( الكيوت)  وغير خاف وصول الشكاوى من سوء المعاملة الى الآلاف واضطرار إدارة ليفربول للتعهد بمعالجة ما لحق ببعضهم من إصابات جرَّاء التدافع ، وصور الاشتباك مع الشرطة الفرنسية، حتى أن احداث المباراة تحوَّلت إلى قضية في مجلس الشيوخ الفرنسي واعتبار  ماحدث ضرب في الفخر الوطني لفرنسا.   * المثل الآخر .. عاد الأهلي المصري من خسارته نهائي افريقيا في المغرب امام الوداد موجوعا بالخسارة الصريحة وموجوعا  بغياب ما أسماه محبوه غياب العدالة، وعدم وجود مناخ عام متكافئ..  واستشهدوا حتى بمسائل بروتوكولية تتصل بدخول وجلوس قيادة البعثة الأهلاوية..وهو أمر اثار نقاشاً في مصر وفي المغرب برزت فيه مفردات تتراوح بين المعالجة وبين التبرير .. * في القاهرة  ذهب الأهلاوية لاستعراض مجموعة المشاهد السلبية التي اثرت على جودة الأداء ،وساهمت في الخسارة.. لكن آخرين اعتبروا  الشكوى منطقاً تبريرياً لا يلغي حقيقة أن من فاز هو الفريق الذي قدم الأفضل، وأن ما يجب التركيز عليه هو الجانب البدني والفني وليس الأمور الأخرى..    وهي فرصة  للقول بأن على الأندية والمنتخبات العربية أيضا أن تأخذ عند النجاح والاخفاق بأدوات ومفاهيم التقييم الأكثر واقعية وتستفيد من الاخطاء خارج اغنية كاظم الساهر عن الريح والمطر..!  * وإذا كان تكافؤ الفرص من حيث التعامل والحصول على مباراة محايدة هو حق اصيل لطرفي أي مواجهة رياضية تحقيقا للعدالة والمساواة واعترافا بتأثير ماهو نفسي على الأداء في الملعب، فضلاً عن القيمة الاخلاقية للرياضة، فإن ذلك على اهميتة يجب وضعه في حدوده الطبيعية فقط..!  * صحيح ان اللعب على النفسيات والاعصاب بإعاقة حركة حافلة او تأخير دخول شخصيات وما إلى ذلك هي  امور مؤثرة ، لكن البعثة الرياضية الناجحة هي التي تحتوي كل موقف وتنجح في مهمة مساعدة اللاعبين في التحكم بالمشاعر السلبية والتمتع بالهدوء والثقة بالنفس وعدم السماح للآخر باللعب على النفسيات والأعصاب وهو ماقد يمارسه  اللاعب والجمهور، وبعض المنظمين، وضبط ذلك مرتبط بقوانين الاتحاد المشرف والمنظم..  *  أما مايجب اعطاءة أولوية التفكير والنقاش فهي استفهاميات حول ماقدمه المدرب على الورق وكيف قرأ المباراة.. وماذا قدم اللاعبون كأفراد وخطوط..         مجموعة..وأفراد.