أتحدث في هذا الجزء من مقال الضريبة المدمرة عن تبعات الضريبة على اقتصادنا ولأنه في الآونة الأخيرة نسمع بعض التلميحات عن اقتراب هذه الخطوة أو ما حدث في الاجتماع الأخير لوزراء المالية لدول الخليج في دراستهم لفرض ضريبة على السلع الفاخرة وهنا لديَّ سؤالان قبل أن أدخل في تبعات الضريبة على اقتصادنا القطري.
السؤال الأول لوزراء مالية دول الخليج التي تفرض ضريبة: ما هو حال اقتصادكم الآن وكيف حال ووضع المستهلك لديكم؟ ولماذا يتم تأجيل الضريبة أو إعفاؤها أو نرى في تصريحات كبار القادة لديكم أنها عبء ثقيل على المواطن ولكن شر ولا بد منه؟ السؤال الثاني لوزراء مالية دول الخليج التي لا يوجد بها ضريبة: هل رأيتم النتيجة التي وصلت لها اقتصادات دول الخليج التي بها ضريبة أم هي تأتي من منظور الجميع لديه ضريبة فلماذا نحن لا؟ أو نريد تنويع مصادر الدخل؟ أو ضغوط ومجاملات.
دول الخليج الآن تعاني من جراء سياسات وتجارب اقتصادية يعتقد البعض أنها تصلح لنا أو لأنه يريد أن يجرب علينا بعض أفكاره التي تعلمها في الدول الأوروبية أو لأن لديه فكرا تقشفيا في سياسته فيريد على الجميع أن يطبقها. للأسف نحن لم نجتمع على عملة موحدة أو شبكة قطارات أو الكثير من الأمور التي كان يجب على دول الخليج عملها ولكن ربما يتفقون على الضريبة وهذا المضحك المبكي.
آتي الآن إلى تبعات الضريبة على اقتصادنا فعندما نقيم الوضع وبالأرقام نجد أن الضريبة عندما تطبق في اقتصاد يتعرض للانكماش هو أكبر خطر يتعرض له المواطن فبدلا من أن نخرج الاقتصاد من انكماشه من خلال تحفيز دائم ومستمر وغير قائم على أي اعتبارات أخرى نسمع الآن العكس، نعم الاقتصاد يحتاج إلى تحفيز وهناك مؤسسات تمويلية على الرغم من الدعم المقدم لهم من الدولة إلا أنها رسبت في هذا الاختبار فبدلا من أن نقدم أو ندرس فرض ضريبة من الأوْلَى أن نصلح هذه المؤسسات التمويلية التي كان دورها أقرب إلى الطالب الراسب الذي يريد الجميع أن يرسب مثله.
نحتاج إلى دعم متواصل لجميع القطاعات سواء الإنشائية أو الترفيهية أو الاستهلاكية، فالتضخم في المنطقة السالبة منذ شهور والناتج المحلي لعام 2020 متراجع والقوة الاستهلاكية انخفضت والقطاع العقاري يعاني وسيعاني.. إذن هل هذا وقت ضريبة؟
سنكمل في جزء ثالث على الحلول التي كان من المفترض أن أقدمها في هذا الجزء ولكن كان يجب أن يكون هناك وقفة مع ما نسمع ونقرأ من أمور ستنعكس علينا جميعا بالسلب فنحن في مركب واحد بالنهاية.