في الوقت الذي كان فيه أعضاء الجمعية العمومية للجنة الأولمبية اليمنية يتقاطرون إلى دولة الكويت من داخل اليمن وخارجه في مهمة انتخاب مجلس ادارة لدورة جديدة قال لي رياضي يمني في سخرية استنكارية: خلاص..انكمش اليمن السعيد الأخضر وضاقت أرضه حتى انها لم تتسع لإقامة دورة انتخابية في مدينة يمنية تكون محل اتفاق..؟ وتابع تذمره مما يحدث بالقول: ما الذي بقي من الحكمة اليمانية..؟ وما الذي يمنع إقامة الانتخابات في إحدى مدن حضرموت مثلا.. ؟ قلت له: هذا ملمح واحد فقط من تداعيات الأزمات والحروب عندما تبدأ بالكلام، ليدفع الجميع فاتورة التفريط بالسلام، ويضيع كل شيء،ويصل الأمر درجة تعذر إجراء انتخابات رياضية داخل اليمن..! * ويا صديقي الغيور.. تبدأ الحروب عادة بأزمات في الكلام وتلاش في الروح الأخوية والرياضية،ليكون لذلك مابعده من أوجاع تعكس نفسها على تفاصيل دقيقة في الحياة العامة للافراد والمؤسسات.. * وما حدث هو أن أعلى هيئة رياضية اهلية يمنية، وهي اللجنة الأولمبية أصبحت بين خيارين لا ثالث لهما.. إما الذهاب الى انتخابات خارج اليمن أو التجميد من قبل اللجنة الأولمبية الدولية.. * توضيحا للصورة.. بدأت الأزمة الرياضية عندما طالبت اللجنة الأولمبية الدولية بضرورة إقامة دورة انتخابية جديدة للجنة الأولمبية اليمنية بعد أن مضى زمن طويل على آخر انتخابات لها..وشددت الدولية على أن من شأن عدم إجراء انتخابات تعريض النشاط الأولمبي اليمني للعقوبات..وهو ما يعني إيقاف الدعم المالي وإيقاف المشاركات الخارجية وسط ظروف صعبة لا تحتل فيها الرياضة اليمنية أولوية في نشاط هياكل كثيرة تدعي وصلا بليلى..وليلى لاتقر لهم بذاك.. * والحق أن هناك من طرح أهمية الاتفاق على مدينة يمنية تحتضن الانتخابات وأولهم رئيس اللجنة الحالي عبد الرحمن الأكوع.. لكن الفكرة تعثَّرت، إما لمخاوف أمنية أو لهواجس سياسية.. أيضا لم تتوفر آلية فنية اليكترونية تضمن إجراء انتخابات عن بعد،وهو ما جعل اللجنة الأولمبية الدولية تبدي استعدادها لاستضافة الجمعية العمومية للأولمبية اليمنية في مقر المجلس الأولمبي الاسيوي في دولة الكويت الشقيقة أسوة بانتخابات مماثلة للجنة الأولمبية الافغانية، ولذات الهواجس والازمات.. * وكانت الأولمبية الدولية اقترحت تعديلات كبيرة على النظام الأساسي للجنة الأولمبية اليمنية،بحجة أن الحركة الاولمبية وقواعدها ووثائقها على مستوى العالم في حالة تغيير من أجل التطوير.. وظهرت أبرز التعديلات في التركيز على الاتحادات الأولمبية وتقليص عدد ممثلي الاتحادات والمرأة والشخصيات الرياضية.. وهنا كان لابد مما ليس منه بد وهو خيار" التقليص " الأمر الذي استدعى حمى الانتخابات على حسابات المكسب والخسارة المحتملين.. * وحتى تحوز تعديلات النظام الاساسي على الموافقة تم عقد اجتماعين الأول في صنعاء والثاني في عدن بمن حضر هنا أو هناك وفقا لمكان الإقامة، مع الاستفادة من خدمة الانترنت في اثراء الأمور الخلافية..لكن إقرار النظام الأساسي الجديد لم يمنع حضور القول المحرَّف هذه المرة " لابد من انتخابات يمنية رياضية في الكويت ولو طال السفر". * واليوم الأحد تجرى انتخابات يمنية في الكويت لاختيار مجلس اداري مكون من تسعة أعضاء عن الاتحادات الرياضية و4 نساء يمثلن رياضة المرأة وثلاثة من الشخصيات الرياضية. ورئيس لجنة الرياضيين.. ولا أسئلة على ألسنة الشارع الرياضي اليمني تسبق استفهاميات..هل تصل الجمعية العمومية إلى توافق على قائمة من قائمتي المرشحين للرئاسة عبد الرحمن الأكوع وأحمد العيسى أم يمشي الجميع الى تصويت صارم.. تقديراتي تقول ان الأكوع سيحسم المنافسة لصالحة ولكن ليس من تقدير استباقي لانتخابات لا تخلو من الكولسة والصفقات..!