داخل أسوار التعليم

لا يوجد ما هو أهم من منظومة التعليم من أجل النهوض بالمجتمع وهنا أود الوقوف على ثلاثة محاور أساسية وبشكل مباشر وهي تعريف منظومة التعليم والفرق بين الصورة الظاهرة للمؤسسة التعليمية وبين حقيقة المخرجات التعليمية وأخيراً الأثر الواقعي الذي تتركه مخرجات التعليم الآن على معظم الدول العربية. وأبدأ بمنظومة التعليم والتي تشمل عدة مكونات أهمها أولا السياسات والأنظمة التي تحكم العملية التعليمية والعلاقات التبادلية ومدى ملاءمتها للواقع ومدى القدرة على تطبيق تلك السياسات، ثانيا الكادر الإداري في الإدارة المركزية والذي يجب أن يحدد هدفه باستمرار، إنه ليس مؤسسة إدارية وإنما مؤسسة تعليمية ونجاحها ليس إداريا وإنما يعتمد على نوعية مخرجات التعليم. ثالثا الكادر التدريسي والذي ينقسم عمله بلا أدنى شك إلى قسمين أساسيين يجب عدم إغفال أي منهما، الأول الجانب السلوكي التربوي والتنظيمي والثاني الجانب التعليمي الأكاديمي المهني، ثم يأتي دور المكون الأهم وهو الطلاب وهم مدخلات العملية التعليمية وهنا تبرز العلاقة الجذرية بين وحدات التعليم والمجتمع، طبعا مع الإشارة سريعا إلى المكونات المادية من مبانٍ مجهزة ومواد تعليمية ذات معايير عالمية. أما عن سبب الطرح في هذا المقال كما أراه كمتابع للمجال التعليمي والتدريب فهو الفجوة بين طبيعة وحقيقة المخرجات التعليمية وطريقة طرحها في الإعلام والاحتفال والترويج والنشر، حيث إنني لا أستنكر على الجهات الأكاديمية القيام بالاحتفال ولكن أن يعكس حقيقة ما تم ويترجم الغاية من العملية التعليمية، بل إنه قد يصل الحد إلى أن تكون المظاهر الاحتفالية هي الأساس والسبب في العملية التعليمية والتدريبية، حيث أؤكد من جديد أنني لا آخذ على أحد فرحته ولكن أن تكون نتيجة لسبب وليست هدفا مستقلا. أما المحور الثالث فهو مدى تأثر المجتمع اقتصادياً وإنتاجيا وثقافيا بمخرجات التعليم، حيث إن العماد الأساسي في نهضة أي أمة هي في جودة التعليم الذي لا يمكن التهاون في أي من مكونات المنظومة التعليمية سالفة الذكر، ولا يمكن الإقرار بالنجاح المطلق للعملية التعليمية لأن من شأن ذلك أن يدفع إلى عدم العمل على التطوير المستمر، والسبب في ذلك أن طبيعة العمل التعليمي والتدريب هو عمل متطور متغير دايناميكي باستمرار وأي حالة وقوف تعتبر تراجعا يؤثر على المخرجات، والسلام عليكم ورحمة الله.