ريثما تصل «سكس فلاجز» ماذا ستفعل هذا العيد؟

ماذا ستفعل هذا العيد؟ سؤال يتواتر طرحه في كل بيوتنا وفي استراحاتنا، هناك من سيبقى في بيته، ليحتفل بالعيد احتفالا تقليديا صِرفا، بين استقبال وتوديع وزيارات وولائم، وهناك من سيسافر لدول مجاورة أو بعيدة، بل منا من قد حزم حقائبه ليقضي الصيف بعيدا ليعود مع عودة المدارس! وهناك من سيقضي العيد في بلدان شقيقة مجاورة، كدبي مثلا، ليس لتفاوت في الجو، فالحرّ حالة تجمع بيننا، بل لتفاوت المعروض من الخدمات الترفيهية. عندما أعلن عن تشكيل هيئة الترفيه، هناك من تساءل لماذا؟ والاجابة لأن لدينا نقصا فادحا في الترفيه. نعم، انظر إلى حاضرتنا الكبيرة، مدينة الرياض بملايينها ما الخدمات الترويحية والترفيهية المتاحة؟ القليل مقارنة بالطلب. ولذا، يضطر الناس للرحيل إلى أماكن قريبة أو بعيدة طلبا للترويح والترفيه، بسبب النقص الفادح في خدماتهما محليا. ولا تختص الرياض فقط بهذا النقص، أو بتجاوز الطلب للعرض، أو بوجود طلب «مكبوت» على خدمات الترويح والترفيه، بل هي عامة تشمل بلادنا من أقصاها إلى أقصاها. واقتصاديا، الطلب المكبوت هو غير المُلبى أو المُشبع، وهذا يعني فرصا مهدرة. لماذا يريد أي أحد أن يرتحل لكي يُعَيّد، رغم الكلفة المادية والجسدية؟ لعل السبب أن من يسافر ليعيّد خارج البلاد يبحث عن شيء ما. هل هو السينما؟! أما ماذا؟ ولن أعيد عليكم اليوم الحديث المكرور عن السينما، لكني سأقول إن أهم ميزة للعيد في دبي أنهم هناك يعدون برنامج العيد كما يحلو لمرتادي دبي؛ ومبادراتهم المتجددة تكاد لا تنتهي، فمثلا بدأوا -منذ سنوات- إبقاء المجمعات التجارية مفتوحة طيلة الأربع والعشرين ساعة في المواسم والأعياد!. بعض أصحاب المقاهي «هناك» ابتدعوا أن يقدموا المشروبات والمأكولات بالبيجاما للمرتادين في ساعات متأخرة. قد يقول قائل: ما العبقرية في أن تستقبل المحلات الزبائن على مدار الساعة أيام العيد؟ أكثر الأفكار عبقرية أكثرها بساطة. العيد فرصة للترويح عن النفس والاجتماع مع الأسرة في أجواء إيجابية يسودها الفرح وتلفها الابتسامة، هذا قد يتيسر ليلا أو نهارا من يدري، فاللحظات منوطة بجدول الأسرة وليس بأي أمرّ آخر.  إذاً، التركيز ينبغي أن يكون على المرونة بحيث يحصل المرتاد على ما يريد بأريحية حفاظا على رضاه، ثم أن تجربته الايجابية ستبقيه «أسيرا» وسيأتي مرارا في المستقبل بحثا عن لحظات ممتعة لا تُنسى ولاستعادة ذكرياته القيّمة ليس لأنه كان يقوم بأعمال خارقة بل ليستجلب الابتسامة والفرحة. وبالقطع فالفرح ليس حكرا على دبي أو سواها من البلدان، وليس حكرا على زمن بعينه، لكن الحديث هنا عن توفير خدمات الترفيه محليا في مواسم الأعياد لاستقطاب المزيد والمزيد من السياح باكتساب رضاهم ليمكثوا طويلا وليعودوا مرارا. هذا يتطلب فهم «سرّ الصنعة»، الذي لا علاقة له بارتفاع المباني أو ضخامة المجمعات ولا حتى بالسينما التي حدثتكم عنها مرارا، بل لها كل العلاقة بالحرص على أن يقضي الفرد وأسرته أوقاتا ممتعة لا يكدر صفوها سوء الخدمة ولا جداول صارمة أو نمطية مملة. lhsan@jotha.com