alsharq

فضيلة الشيخ د. عبدالعزيز بن عبدالله آل ثاني

عدد المقالات 50

د. هدى النعيمي 26 أكتوبر 2025
صدى روايات خالد حسيني.. تردده الأجيال
هند المهندي 26 أكتوبر 2025
ريادة قطرية في دبلوماسية السلام
سعد عبد الله الخرجي - المدير التنفيذي لمركز قطر للتطوير المهني 27 أكتوبر 2025
خطاب يرسم خريطة طريق

رمضان شهر الشفعاء

04 مارس 2025 , 11:28م

الحمد لله الذي يأذن بالشفاعة عنده لمن يشاء، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ما دامت الأرض والسماء. وبعد: فإن من الأعمال الصالحة العظيمة التي ينبغي أن يحرص المسلم على إحسانها والإكثار منها في رمضان عبادتين؛ الصوم، وقراءة القرآن، ولهاتين العبادتين آثار عظيمة على حياة المسلم عندما يقرنهما ببعض. فالصوم عبادة سرية بين العبد وربه، لذلك أخفى الله جزاءه، فقال في الحديث القدسي: (كُلُّ ‌عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ)، وهذه العبادة تقتضي حبس النفس عن ملذاتها وشهواتها، مما يجعل المسلم متمكناً من التحكم في غرائزه وشهواته، وهذه من الفوائد التربوية للصيام، حيث يسهل به تربية النفس وترويضها على الخلق الحسن، وضبط عمل الجوارح، وهذا عند التأمل هو منع الآثار السلبية الصادرة عن الجوارح من تأثيرها على الروح، وهذا المنع يكون بأمرين: الكف عما يخدش الصيام، والانشغال بما يناسبه من العبادات. ولما كان اللسان أخطر الجوارح على العبادات كان إشغاله بقراءة القرآن أوفق وأليق بالصيام؛ فالشارع الحكيم لم يكن إقرانه الصوم بالقرآن عبثاً واعتباطاً، يقول الله تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾ [البقرة: 185]. فالصيام يجعل النفس هادئة والعقل صافياً، وهذان أمران يساعدان على قراءة القرآن قراءة تدبر، فإذا كان الصوم عبادة تغذي الروح وتطهر الجسد فقراءة القرآن عبادة تغذي الروح، وعلم يغذي العقل، وبالعبادتان تتجلى استقامة الجوارح، ولعل هذا من أسرار اقترانهما في الذكر، وفي العمل أيضاً حيث ورد في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ النَّاسِ بِالْخَيْرِ، وَأَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، لِأَنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ حَتَّى يَنْسَلِخَ، يَعْرِضُ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْقُرْآنَ، فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ، كَانَ ‌أَجْوَدَ ‌بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ». فالجمع بين كثرة قراءة القرآن والصيام مطلقاً سنة نبينا عليه الصلاة والسلام وسنة الخلفاء الراشدين والسلف الصالحين، وقد ثبت في التاريخ أن عثمان بن عفان رضي الله عنه حين قُتل كان صائماً ناشرا المصحف بين يديه يتلو القرآن. وكما قرنا في الذكر والعمل قرنا أيضاً في الدفاع يوم القيامة عمن اشتغل بهما في الدنيا، فعن عبد الله بن عمرو، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «الصيام والقرآن ‌يشفعان للعَبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رَبِّ، مَنَعته الطعامَ والشهوات بالنهار، فشفِّعْني فيه، ويقول القرآن: منعته النومَ بالليل، فشَفِّعْني فيه»، قاَل: «فيشفعانِ». وما أحوج المرء في ذلك المقام إلى من يشفع له عند ربه، ويدافع عنه ويشهد له لا عليه، وفي الدنيا شفعاء يمكن للعبد أن يوطد العلاقة بهم؛ كالصيام والقرآن والصحبة الصالحة، وهي التي تدل على الخير وتعين عليه، وتنصح وتنبه، فالمؤمن قوي بإخوانه ضعيف في وحدته وانفراده، وكما أن الذئب يأكل من الغنم القاصية البعيدة عن القطيع فكذلك الشيطان يغلب على المسلم المنفرد المنعزل عن جماعة المسلمين وصحبة الأخيار الصالحين. ولما كان الصوم وقراءة القرآن مقترنَين ذكراً وسنة وأثراً، كان السلف الصالح كالإمام مالك وسفيان الثوري وغيرهما إذا دخل رمضان تركوا الاشتغال بالعلوم كالحديث والفقه ونحوهما وتفرغوا لقراءة القرآن، فكيف بما هو دون هذه العلوم قدراً وشرفاً؟ وكيف بما ليس فيه نفع أصلاً؟ وإذا كان الصيام يصح به الجسد ويعالج، فإن القرآن نور وهدى وشفاء للصدور، قال ابن الجوزي رحمه الله: «تلاوة القرآن تعمل في أمراض الفؤاد ما يعمله العسل في علل الأجساد».

سنن العيد

الحمد لله الذي أسعد قلوب أوليائه، وأثلج بالعبادة صدور أصفيائه، والصلاة والسلام على خاتم رسله وأنبيائه، نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لسنته المخلصين في ولائه. وبعد: فيقول ربنا الكريم: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ...

العربية طريق تدبر القرآن

الحمد لله الذي أنزل القرآن عربياً قولاً ثقيلاً، وجعله هادياً إليه وحبلاً متيناً وأقوم قيلاً، والصلاة والسلام على من رتل الوحي ترتيلاً، وتهجد به تعبداً وتبتيلاً، وعلى صحبه الذين تدبروه وعملوا به فكانوا أهدى سبيلاً،...

عرفت فالزم

الحمد لله المتصف بالبقاء، المتفضل بجزيل العطاء، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه، وعلى التابعين ما دامت الأرض والسماء. وبعد: فيقول الله تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56]، ويقول سبحانه: ﴿فَمَنْ...

زكاة الفطر شعيرة العيد

الحمد لله فرض طاعة رسوله على عباده، وزكاه في عقله ومنطقه وفؤاده، والصلاة والسلام على الرؤوف الرحيم، نبينا محمد الرسول الكريم، وعلى آله وصحبه والتابعين لهم المتمسكين بالدين القويم. وبعد: فيقول الله تعالى: ﴿مَنْ يُطِعِ...

رمضان والشعور بالانتماء

الحمد لله حمداً يليق بوحدانيته، سبحانه تفرد فليس كمثله شيء في فردانيته، والصلاة والسلام على من آخى بين المهاجرين والأنصار، نبينا محمد وآله وصحبه والتابعين لهم في كل الأزمان والأمصار. وبعد: فإن الله تعالى يقول:...

الفرصة العظيمة في العشر الأواخر

الحمد لله الذي خصنا بفضائل عظيمة، وأعطانا ليلة القدر الكريمة، والصلاة والسلام على نبينا محمد خير من لله تعبد، وأحيا ليله بالصلاة وتهجد، وعلى آله وصحابته والتابعين لهم ما تتابع الزمان وتجدد. وبعد: فيقول الله...

انووا الاعتكاف.. تربحوه

الحمد لله الذي تفرغ لعبادته المعتكفون، وقصد بابه الطامعون الخائفون، والصلاة والسلام على أفضل من صام لله وتعبد، وقام بين يديه وتهجد، وعلى آله وصحبه ما قصر النهار وتمدد. وبعد: فيقول الله تعالى: ﴿وَعَهِدْنَا إِلَى...

بقي الثلث.. والثلث كثير

الحمد لله الرحمن الغفار، تفضل على عباده بطول الأعمار، وبلغهم مواسم الخيرات للاجتهاد والادخار، والصلاة والسلام على نبينا محمد ما مسح الليل ضوء النهار، وعلى آله وصحبه والتابعين لما لهم من الآثار. وبعد: فقد صح...

من أسباب المغفرة

الحمد لله الذي يقبل التائبين، ويجيب دعوة المضطرين، ولا يخيب سعي الراجين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين إلى يوم الدين. وبعد: فقد روى الترمذي رحمه الله عن أنس...

الرزية في فقد العالم

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على خاتم المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد: فقد خاطب ربنا تعالى نبيه فقال: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ﴾ [الزمر: 30]، وقال سبحانه: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ...

وسوف تُسألون

الحمد لله المنعم على عباده، المكرم لهم بإحسانه وإمداده، جعل الدنيا متاعاً قليلاً، والآخرة نعيماً خالداً لمن اتخذ إلى ربه سبيلاً، والصلاة والسلام على من بعثه الله للخلق نبياً ورسولاً، وعلى آله وصحبه والتابعين ما...

الإسلام مظهر ومخبر

الحمد لله الذي جعل للإنسان لباساً، وجعل له في الشرع ضابطاً ومقياساً، والصلاة والسلام على من جعله للخلق نبراساً، نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين ومن جعلهم لهذا الدين حراساً. وبعد: فيقول الله تبارك وتعالى:...