يحتفل العالم في الثاني والعشرين من الشهر الحالي بيوم الطاقة العالمي الذي خصصه لتسليط الضوء على أهمية الطاقة التقليدية والمتجددة التي تدخل في عملية التنمية. وهناك الكثير من الدول التي وقعت على وثيقة إعلان هذا اليوم للاستفادة من خبرات الآخرين، فيما بدأت دول المنطقة بإبداء حرص كبير لتأسيس مشاريع الطاقة المتجددة ومنها طاقة الرياح والطاقة الشمسية. فمعظم دول المنطقة لديها الكثير من المقومات والقدرات لتعزيز مشاريعها في مجال الطاقة المتجددة سواء الشمسية أو طاقة الرياح. هذه المشاريع تتطلب اليوم استقطاب المزيد من الخبرات للاستفادة منها لما لها من مساهمات كبيرة في خفض تكاليف التنمية من جهة، ودعم خطط التنويع الاقتصادي التي ترمي إليها المنطقة من جهة أخرى. ومن خلالها تمكن تلبية احتياجات الناس في المناطق النائية بجانب المساهمة في تعزيز المشاريع التنموية والاقتصادية في مختلف أرجاء المعمورة. ومن هذا المنطلق تشارك الدول في البرامج والفعاليات والمؤتمرات التي تهم مشاريع الطاقة المتجددة في العالم للاستفادة منها، بجانب تأهيل أبنائها خاصة طلبة المراحل الجامعية في التخصصات التي تعنى بتلك المشاريع، وإيجاد المؤسسات التجارية التي تساهم في توفير مصادر الطاقة لتوفير المزيد من خدمات المياه والكهرباء للمشاريع التي تهم المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية. ومن حيث وضع السلطنة في هذه المشاريع، فقد أشارت دراسة للهيئة العامة للكهرباء والمياه (ديم) إلى أنّه تم اعتماد قرار بأن تسهم الطاقة المتجددة في عمان بما نسبته 10% من إجمالي الطاقة المستخدمة في إنتاج الكهرباء بحلول عام 2025م والتي تقدر بحوالي 3 جيجاوات، على أن تتم إعادة تقييم هذه الدراسة عام 2020، في الوقت الذي تُبذل فيه الجهود لطرح مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في مختلف أرجاء عمان. وهناك اليوم مشاريع أخرى يتبناها القطاع الخاص في مجال الطاقة المتجددة، منها مشروع ضخم لتوليد البخار بالطاقة الشمسية، والذي يعد أحد أكبر محطات في العالم في هذا المجال. هذه المشاريع التي يطلق عليها «صديقة البيئة» لها دور كبير في مواجهة ظاهرة التغير المناخي، والحد من آثاره السلبية، الأمر الذي يترك نتائج إيجابية على البيئة والأجيال المستقبلية. كما أن لها القدرة على تحقيق أهداف التنمية المستدامة العالمية، الأمر الذي يتطلب استثمار المزيد من الأموال وخاصة في مجال الابتكار والإبداع، وفي سبل تحفيز نشر استخدامات هذا النوع من الطاقة، فالعالم يتجه اليوم إلى تبني هذه المشاريع ووضع الإستراتيجيات لها للإسراع من وتيرة نشر حلول الطاقة المتجددة لتعزيز أمنها في مجال الطاقة والوصول إليها، بجانب دعم المشاريع والخطط الاقتصادية لها، بالإضافة إلى استخدام أحدث التقنيات في الاستفادة منها في مختلف المشاريع الأخرى، بجانب دعم جهودها لتبادل المعرفة والخبرات في هذا المجال الحيوي مع مختلف دول العالم. فاعتماد العالم على منتجات الطاقة المتجددة والنظيفة سوف يتزايد عاما بعد عام بجانب الاستمرار في الاعتماد على الطاقات التقليدية كالنفط والغاز والفحم وغيرها. هذه المشاريع لها مجال واعد وقادر على الإسهام بشكل متزايد في توفير مصادر الطاقة النظيفة، وتجديد الموارد الطبيعية التي تتمتع بها الدول، بجانب أنها ستعمل على خلق مزيد من فرص العمل للشباب، وتساهم بصورة كبيرة في عملية التنويع الاقتصادي.