متابعة جمهور كرة القدم لما تقدِّمه المنتخبات العربية المتأهلة إلى مونديال FiFA قطر2022 في فترة الإعداد هي خلطة من شغف يتراوح بين الامتداح وبين عتاب يأتي دائما على قدر المحبة.. * لافرق بين متابعة نتائج مباريات استعدادية وبين التشجيع المنتظر عندما تحل ساعة الصفر للمونديال المدهش، وحماسة المتابعة للوديات اهتمام بالمقدمات.. * في العاصمة النمساوية خسر العنابي مباراته الودية أمام كندا 2/0 فقلنا أنها مباراة وقوف المدرب على الأخطاء.. وخرج بالتعادل 2/2 أمام تشيلي فكان التعادل مؤشرا إيجابيا على الإستفادة وعلى رسالة أن القادم أفضل.. وفاز المنتخب المغربي على تشيلي فكان في الفوز بهدفين نظيفين طمأنة على النزعة الهجومية،وتعادل مع بارغواي 0/0 فبقي الاحترام لقواه الدفاعية، ونظافة الشباك.. * وجاء انهيار المنتخب التونسي أمام البرازيل5/1 وهو الذي حافظ على شباكه نظيفة في سبع مباريات سابقة ليدق جرس إنذار رغم علامتي استفهام حول ضربة جزاء وحالة تسلل.. * وحتى وانهيار نسور قرطاج جاء أمام البرازيلي لا غنى عن قراءة ماحدث وتصحيح المسار، ليس بطريقة السياسيين وإنما بحذق الجهاز الفني عندما يقرأ الهزيمة فيحلل نقاط الضعف ويرممها ويستدعي الإيجابية الدفاعية والهجومية وينفخ ما تيسر من روح المونديال ومتطلبات إنعاش ماهو (خامل) وتطوير ماهو (كامل) * وثمة علامة استفهام حول خروج الأخضر السعودي مؤخرا بنتيجتين صفريتين أمام الأكوادور والولايات المتحدة ، وقبلها كان خسر أمام فنزويلا 1/0 مايشير بصريح النتائج إلى استمرار غلبة الحالة الدفاعية وغياب النزعة الهجومية مايستدعي التغيير والتطوير في قادم مبارياته.. * وإلى أن ينطلق المونديال الأجمل بمباراة افتتاحية بين العنابي والأكوادور ضمن المجموعة A لابد ان قراءة قِطَرية قد جرت في ضوء ماقدمه الاكوادور امام المنتخب السعودي.. * ومع ما في حماستنا للمنتخبات العربية تحديداً من خدش عابر لمسألة (عالمية الروح الرياضية) إلاَّ أن مايشفع لنا هو حنين ومحبة الأخوة للأخوة دونما اعتبار لأفعال فاعلين في المشهد السياسي العام..ما يعني أن الجماهير العربية من المحيط إلى الخليج اختارت المنتخبات الأربعة سفراء فوق العادة للكرة العربية ، والجميع يتمنون للمنتخبات العرببة الحظوظ الوافرة ، وأن تكون مباريات الإعداد فرصة لمعالجة الأخطاء وجوانب القصور، وتعزيز ما هو ايجابي بانفتاح أكبر لزوايا الرؤية، وتقييم الكائن وما يجب أن يكون في المونديال المثير.. * ومن الآن فإن لسان المحبين لهذه المنتخبات: لا فكاك من العمل على تحقيق حلم التمتع بحضور عربي مشرُّف في مونديال عالمي على أرض عربية..ولامجال لغير ذلك..فالمنتخبات العربية الأربعة بالفعل تعيش في عيون محبة ترصد الشارد والوارد.. * ويا أيها النجوم العرب.. سنواصل تصويب عيون الرضا على أقدامكم ورؤوسكم، تشجيعا لما ستقدموه من حضور بدني ومهاري وأساليب لعب توازن بين مهمة الدفاع الواثق والهجوم الحاذق.. * من مدرجات الملاعب سيهتف الحاضرون بأسمائكم، مجاميع وأفراد.. وعبر المتابعة من بُعد سيصفقون، ويدعون لكم بالتوفيق في مهمة صنع السعادة.. *وكما أننا مدينون لكم بأن نحبكم أكثر ..أنتم مدينون لنا بأن لا تدخروا حبة عرق من شأنها صناعة البهجة والفرح في شوارع قطر والمغرب وتونس والسعودية،وكل الربوع العربية.. مدن وأرياف.. افئدة..وحدقات عيون..